لا يزال زبائن بائع القات حمدان حسين يتوافدون يوميا على السوق المزدحمة لشراء النبات المنبه، رغم مخاوف الأطباء من أن يساهم مضغه في جلسات جماعية وبصقه في انتشار فيروس كورونا. غالبية الرجال في اليمن يمضغون القات لساعات يوميا، حيث يخزنونه في جانب الفم أثناء العمل أو تبادل الحديث أو حتى الجلوس في صمت. وقد تسبب المادة المنبهة في القات حالة من الإثارة وفقد الشهية والنشوة. وقال مصدر مسؤول في وزارة الصحة إن "التزاحم في أسواق القات أمر مأساوي كارثي، إذا كانت هناك حالة إصابة سواء من صاحب القات البائع أو المشتري أو الزبائن أو حتى الأكياس أو العملات النقدية التي يتعامل بها، فربما تؤدي إلى كارثة". وأضاف "اتخذنا إجراءات حازمة وصارمة في هذا الجانب بالتعاون مع شركائنا، فتم إغلاق الأسواق وفتح منفذ واحد لأي سوق (قات) بحيث يكون الدخول والخروج بتعقيم، وفرضنا لبس الكمامات عندما يكون هناك على صاحب القات أي ازدحام". وتقول الأممالمتحدة ومنظمات الإغاثة إن فيروس كورونا ينتشر دون رصد إلى حد كبير في اليمن، ومن المرجح أن يكون عدد الإصابات أعلى بكثير من 560 حالة و129 وفاة المعلنة رسميا في الجنوب، وأربع إصابات ووفاة واحدة في الشمال. ويناشد طبيب يدعى فؤاد معجم الناس أن يمضغوا القات في منازلهم ويتجنبوا التجمعات. وفي سوق صنعاء يقوم أحد أكثر الباعة حذرا برش حفنة من الأوراق النقدية بمطهر. وقال نبيل مفلح -وهو أحد الزبائن القليلين الذين وضعوا كمامات- "رغم المخاوف الكبيرة جراء انتشار الفيروس فإن الناس ما زالوا مقبلين بكثرة على شراء القات.. نأخذ احتياطنا، نعقم القات ونغسله جيدا، والحافظ هو الله سبحانه وتعالى".