زاهر بطل رواية لم تكتب بعد، غلافها دمعة وبياضها معلقة وصفحتها قبل الأخيرة لقاء ونهايتها أيضا، زاهر طفل يحلم بحياة كاملة ونصف أغنية، بين قدرين ظل يضحك ومازال ، هو ابن مدينة لا تسمع الموسيقى وتنام على آمال البيانات، إلى الريف أتى ، وكان الحب وكان العيد في آن ، زاهر متمدن حالم، يرى في الموسيقى حياة وفي اللعب أيضا، اعتاد مرافقتنا إلى مجالس التيه"القات" ، وبينما كنا ننتظر مايخفف عنا مشقة الطريق وحر الواحدة عند منحدر بائس، كان يلعب مع طفل بكاؤه أثار شجني ك "عجوز" في المثل السائر حينما أبتعدنا عنه قاصدين عرس جارنا الثلاثيني دون اكتراث ، نعم، كانت غايتنا بلوغ القصد لا هزيمة اللحظة ورقصتها ، بفجيعة تحسسنا زاهر خشية أن يكون تمدنه قد منحه شجاعة الأذى ، عدنا على مهل نترجم الدمع ونتفقد ما يبكي صغيرنا الوديع، وبين ربما و لا ، شاخت "سبع سنابل" و أزهر زاهر ، للأسف ، لقد خاب ظننا، كان يبكي تجاهلنا الغبي ، اللا مبالاة، وحدته اللعينة ، غربته، حتى وصلنا احتضن زاهر ، صديقه منذ دقائق احتضنه قائلا" اجلس نلعب أنا وأنت" ! اللعنة، حتما قالها ، وحتما سمعناها ، نعم هذا الطفل لقد ترك مدن الرمل وغنى الصباحات قصيدة ، قصيدة برفقة زاهر، لكم أضعفني عناقهما الطفولي ، غنائهما ودمعهما القصائدي الطويل.