(الشرعية) و(الانتقالي) يتقاتلون في أبين بشراسة تثير الإعجاب ولكنهم أحياناً يهدنون ويتخاذلون ولديهم بعض المخاوف. إن كانت مخاوفكم من قلة سلاح فالسلاح لكم جميعاً ومن غير تمييز مضمون والمصاريف أيضاً مضمونة تريدونها بالريال السعودي أو بالدرهم الإماراتي فهي مضمونة وبدعم من أشقاءكم في التحالف العربي بقيادة السعودية. وإن كنتم تضنون أن الحرب في أبين عشوائية عبثية فوضوية أطمأنوا إنها حرب محترمة ومدروسة حتى أن منطقة القتال أُختيرت بعناية وبإشراف من أشقاءكم في التحالف العربي بقيادة السعودية. اخوتنا المتحاربون في أبين من (شرعية) و(انتقالي) نعرف أنكم أهل وأخوة وأصحاب وجيران وصهور فلا تدعوا المخاوف تؤثر على صلة الأرحام بينكم تقاتلوا بصمت وثقة.. فإن كان أحدكم يخشى الهزيمة والانكسار فاطمئنوا فلا مهزوم فيكم ولا منتصر وستبقون هكذا (شرعية) و(انتقالي) تتقاتلون حتى يتم تنفيذ (اتفاق الرياض) وما بعد الرياض. اخوتنا من (شرعية) و(انتقالي) ما تقومون به اليوم في أبين سبق وأن قام به أهلكم في عدن (فالمهندس) واحد أتقن رسم دسائس وفتن فسالت دماء وصارت عدن في حالة من الدمار الشامل في بنيتها ومؤسساتها وحقوقها وخدماتها طالت أساسيات حياتها.. عدن تموت وأهلها يموتون حتى باتت غير صالحة للعيش الآدمي وسقطت عنها أهليتها التاريخية والحضارية والثقافية كعاصمة تاريخية - لجنوب لم يعد موجود - تمهيداً لتنفيذ (اتفاق الرياض) وما بعد الرياض. إنه نفس (المهندس) قاد ببراعة ست سنوات حرب على الحوثي.. قصف جبال (نهم) فسالت دماء في عدن وسالت دماء في أبين وفي شبوه وفي كل الجنوب سالت دماء حتى أنه لم يعد الجنوب اليوم جنوباً واحداً لقد صار (محافظات) بل (مديريات) ممزقة متناحرة لا (دولة شرعية) فيها ولا (دولة جنوبية).. تمهيداً لتنفيذ (اتفاق الرياض). اخوتنا المتقاتلون في أبين من (شرعية) و(انتقالي) انتم مفخرة الجنوب تقاتلوا بثبات وابشروا بالشهادة وعلى أياديكم بات الجنوب على أبواب (وصاية) يتشكل فيها جنوب جديد قد لا يختلف كثيراً عن جنوب ما قبل عام 1967م من دون الحديث عن دولة وسيادة وثروات وخيرات وأهمية استراتيجية ما عرفنا بقدرها.