لا يمكن للجنوب أن يشهد تطوراً أو تقدما في المستقبل ومواكبة الحداثة والحضارة ألم يكن الشباب هم من يسيرون مرحلة الثورة وما بعد الثورة وأن يُعطى للشباب زمام الأمور في التخطيط والتنفيذ في العمل لكي يقدر أن يبني الدولة التي يحلم بها جيل الحاضر وجيل المستقبل وما تمخض لنا من تجارب بعض الدول التي قامت فيها الثورات ولم يسند الأمر إلى الشباب بأن آلة الأمور إلى الفشل ولعل أقرب مثال لذالك بلدان ثورات الربيع العربي الذين ثاروا على قياداتهم الثورية السابقة والسبب في ذالك أن الآباء سيروا الأمور بعقليات وراثية من آبائهم واهتموا بالمحافظة على السلطة كشيء وراثي لا ينبغي التنازل عنة ونسوا التقدم نحو بناء الإنسان وحقوقه واحترامها . لذالك فإن أملنا كبير في الآباء في الجنوب أن يتركوا الشباب يفرزون طاقاتهم من أجل قيادة ثورتهم ومن أجل صناعة دولة الحاضر والمستقبل بعقول مواكبة لعصرها لا تحمل الجينات الوراثية القديمة في الفكر والتخطيط ؛ وهذا لا يعني أن لا يقفوا قريباً منهم ومساعدتهم فيما يستعصى عليهم ولكن دون فرض أو وصاية . وما نتمناه أيضاً من الآباء أن يعرفون أن مرحلة إغراق الشباب في الظلام وممارسة طقوس القمع والإقصاء عليهم من أجل ممارسة طقوسهم الخاصة بهم قد ولت ولن تعود لأن الشباب الآن قد تفتحت له الآفاق وبات يعرف من يقف إلى جانبه لأجل الوطن ومن يقف إلى جانبه من أجل مصالح ذاتيه . فلذالك فإن المرحلة تتطلب الآن وقفة جادة من الجميع من أجل الوقوف إلى جانب الشباب ومساعدتهم في مواجهة الصقيع القادم من بعض العقليات التي لا تريد إلا العيش في كهوف مظلمة هم تكيفوا بالعيش فيها غير آبهين للأخريين. وأجزم أن الكثير من أبناء الشعب الجنوبي وصل إلى حالة من التشبع من الركود الفكري والثقافي بسبب أخطاء الأفراد وقد أصبح مؤمن بأن التغيير ضرورة لأبد منها وهو يعي أن التغيير لا يمكن أن يأتي من الذين أوصلوه إلى هذا الحال من الركود بل إن الحل هو بجيل لا يؤمن بالمحسوبية ولا يحمل الحقد ومؤمن بالتغيير كسنه من سنن هذا الكون ، جيل ليس انطوائي بل منفتح على العالم الخارجي آخذ كل ايجابي منه ومقدم مصلحة الوطن على مصالحة الذاتية جيل يخرجه من دائرة الركود التي وضع فيها لكي يشارك العالم الخارجي التقدم والإبداع والعيش بكرامة وحرية دون قيود تكبله من الانطلاقة نحو كل ما يصبوا إليه