في 7/ يوليو / 2007م عندما طفح الكيل وبلغ السيل الزبى بأبناء الجنوب الأحرار والأخيار وفي مقدمتهم من رحلوا عن هذه الدنيا الفانية شهدائنا الأبرار جراء الممارسات القذرة للطغاة البغاة وأفعالهم العاطلة والباطلة بعد حرب المنتصر حرب – ( الفيد والقيد ) – صيف 1994م العدوانية الظالمة , الغاشمة , نزلنا كلنا أبناء الجنوب بقضنا وقضيضنا , صغيرنا وكبيرنا , ذكرنا وأنثانا إلى الساحات والميادين على قلب واحد وهدف واحد وصوت واحد مجلجل كهزيم الرعد – ( ثورة – ثورة يا جنوب ... قسماً برب العرش ما نخضع للطاغية وأعوانه ... أما استعدنا الكرامة أو موت وسط الميادين - حينها غرد شاعرنا الكبير – ( البجيري ) – ( لانا مع الوحدة ولانا وحدوي ... أشتي براميل الشريجه يرجعين ) – زمان والله زمان ..!! – يومها لم ننزل من أجل خاطر عيون أشخاص أو جماعة بذاتها أو مكون سياسي محدد , لم ننزل غاضبين ومحتجين على الأوضاع السائدة آنذاك والتي ما زالت ساطحة , باطحة , سائدة في جوانب عديدة منها وحتى اللحظة الراهنة على شان خاطر هذا المكون السياسي أو ذاك , لم ننزل ونهتف بحياة المجلس الانتقالي وقياداته لأن الانتقالي حينها كمكون سياسي لم يكن موجوداً البتة على الساحة السياسية تحت هذا المسمى , ظهر الانتقالي إلى السطح بعد دمج أكثر من إطار وفصيل سياسي في قالب واحد في تاريخه المعلوم وكحامل سياسي للقضية الجنوبية في فترة عصيبة وبالإجماع ومن الواجب عليه اليوم تحمل المسؤولية بأمانة وجدارة , لم ننزل حينها ثائرين ضد العتاة , العُصاة لكي تعود بناء سُلطة – ( الشرعية .. البُرعية ) - إلى باب – ( الفتيت واللتيت )– لم ننزل يومها لكي تعود بناء – ( الشراء.. عيه ) – إلى – ( بيت الطاعة ) - نحن جميعاً أبناء هذا الوطن المعطاء نزلنا أخوة متحابين , متكاتفين , متضامنين ضد النظام العفن , الغفن , العفل بكل رموزه البائدة والسائدة , ( الشر... عية ) – خطابها واضح وجلي ب ( العربي الفصيح والطلياني الصريح ) – تريد العودة بناء إلى باب – ( العجين ونخالة الطحين ) - ..!! – قرارها السياسي وموقفها العسكري لا يقبل التفسير والتأويل – ( الأقلمة يا أصحاب القضية والمظلمة ) – التحدث من قبل بعض أخوتنا الذين نكن لهم كل الأحترام والتقدير عن القضية الجنوبية من داخل جلباب الشرعية التي تحالفوا معها بأثر رجعي نقول لهم الشرعية التي تحالفتم معها واضحة في خطها ونهجها وخطابها وموقفها وضوح الشمس في رابعة النهار والتحدث منكم بأسم القضية الجنوبية من داخل مزراب ومزياب الشرعية مجرد مغالطة ومخادعة ومراوغة وتظليل بهدف ذر الرماد على العيون وحج وبيع مسابح كما يقولون – ( سيوفكم مع معاوية وقلوبكم مع علي ) – إنها مفارقة عجيبة وغريبة , أخوتنا وأحبتنا وأهلنا وربعنا المغرر بهم لقد نزلنا إلى ساحات النضال وميادين الاستبسال بعضنا من نزل حافي القدمين ومنا من نزل طاوي البطن خميص , نزلنا جميعاً بهدف مقاومة الباطل ومقارعة كل فعل عاطل , نزلنا من أجل استعادة الكرامة والسيادة الحق الجنوبي كامل الحق , هكذا كان بيننا العهد والوعد والميثاق والاتفاق , تصالحنا وتسامحنا وتظامنا وتعاضدنا من أجل تراب الجنوب الغالي ومصلحة ومستقبل الأبناء والأحفاد وما عداه وسواه وما دونه هو الشقاق والنفاق والارتزاق , لم ننزل يومها من أجل خاطر عيون الأفراد والشخصيات بعينهم ولا لأجل مناطق بذاتها ولا لأجل مكونات سياسية محددة سلفاً , لم ننزل من أجل مناطق الضالع وردفان ويافع ولا لأجل محافظاتأبين وشبوة ولحج , نزلنا جميعاً أبناء الجنوب قاطبة ومن كل حدبٍ وصوب من أجل الجنوب ومظلوميته العادلة من باب المندب غرباً حتى حوف وجاذب شرقاً , نزلنا من أجل القضية العادلة التي لا تقبل المساومة والمداهنة ولا التقريظ أو التفريط تحت أية مسمى وعنوان , نزلنا حينها عندما جاوز الظالمون , الغاصبون , القاسطون , الجائرون ,الباطشون المدى , فما الذي تغير أيها الأعزاء ؟! – ولماذا أنقلب الدان هدان ؟! – ولما انحرفت البوصلة عندكم عن وجهتها الحقيقية ؟!- وماذا تغير في المشهد ؟!- وماذا تحول وتبدل حتى تضعون أنفسكم في مواقف كهذه ؟!- ( الخطبة هي الخطبة والجمعة هي الجمعة ) – والمعاناة هي نفس المعاناة بل أضحت أكثر وطأة وأكثر قسوة , فما زال الغاصب هو الغاصب والطامع هو الطامع والمحتل هو المحتل , قد نصل إلى درجة الخلاف في وجهات النظر حول أمور كثيرة تفصيلية وهذا أمر طبيعي ومنطقي وظاهرة صحية ولكن من الغير الجائز ولا المعقول والمقبول أن يصل بعض الأخوة إلى درجة الاختلاف مع أبناء جلدتهم حول الهدف الأسمى الذي ضحى من أجله الآلاف من الشهداء وهو التحرير والاستقلال الناجز , إن تصرفات ومواقف كهذه تُعد خيانة للوطن وطعن للقضية ونكث للعهد وللقسم الذي قطعتوه على أنفسكم في ساحات وميادين النضال يومها , أن الوقوف إلى جانب الطرف الآخر المعتدي – ( الخصم والعدو ) – والهرولة والهروب باتجاه باب – ( الشقاديف والكداديف ) – من قبلكم تحت مبرر أخطاء الانتقالي ما هي إلا أعذار أقبح من ذنوب , إذا كان الانتقالي أرتكب أخطاء وهو كذلك تصحح هذه الأخطاء من خلال النقد والمكاشفة والمصارحة – تطرح الأمور على بساط البحث ويتم التقييم والمراجعة والمتابعة والمحاسبة أما سياسة أعطوني – ( ننه ) – ( لبن ) – ومن حيث أريد وإلا طعنت الثور وعدت إلى حظيرة وزريبة – ( السباع والضباع والثعابين والثعابات والأفاعي والأفعوانات ) – تعد سياسة عرجاء وحمقاء وبلهاء ولكن أتضح جلياً إن – ( الجنوب ) – لم يكن غاية ومطلب لكم وإنما مطلبكم ملئ - ( الجيوب ) – لقد انحسرت العمامة وانكشفت القُمامة ) – والمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين , لقد انتقلتم قولاً وانقلبتم فعلاً نظرياً وعملياً إلى النقيض ومع الطرف الآخر الخصم بل والعدو ونقلتم سلاحكم من الكتف إلى الكتف الآخر المضاد وعليه نأمل منكم العودة إلى جادة الصواب . والله من وراء القصد .