منذ اندلاع حرب 2015 وهو في حالة حزن واسى على ماحل في بلاده فكان مثل كل الناس هدفه انقاذ نفسه وأهله من الموت ،حتى انتهت حرب الحوثي واذ بالبلاد تدخل في حرب اخرى مع العناصر الارهابية التي ظهرت بعد حرب الحوثي ، وإذ بزملائه في العمل يُقتلون واحدا تلو الآخر كونهم رجال امن في مطار عدن الذين كانو بنظر الارهابين كفار وطواغيت وجزائهم القتل. وما ان انتهت الحرب على الارهابين واذا بقوى اخرى تظهر تسيطر على كل كبيرة وصغيرة في البلاد واذا بالناس يفقدون اساسيات الحياة فترة تلو اخرى الى ان افتقدو الاساسيات التي تجعلهم على قيد الحياة كالماء والغذاء! حيث توقفت الرواتب واصبحت تأتي شهر وتغيب اشهر وفي نفس الوقت ظهور طفرة في التجارة والبناء والعمران وارتفاع جنوني للعقارات واللعب بالاموال والعملة وكل ذلك من القوى المتوحشة التي نهشت وافترست عدن دون اي رحمة وهذا ماسبب الاكتئاب الحاد لكل نظيف وشريف في هذه البلد لا يستطيع ان يدخل في هذه الدوامة ويأكل مثلما يأكلون ويعيش مثلما يعيشون. فانعزل الاخ نادر العالم الخارجي وبقي يراقب الاحداث ويحللها تحليلات مختلفة وغريبة ولكن دائما ماتكون صائبة حيث انه ذو ثقافة عالية خصوصا في علم النفس وعلم الاجتماع ويرى الامور من منظور آخر قد لا يراها ولا يفهمها سواه وهذا الفهم في الرؤية جعله يرى الامور بوضوح تام وهذا الوضوح الذي يشيب له الرأس فعلا ملئ رأسه شيبا وانهك صحته بشدة و زادت حالته سوء فترة بعد فترة وصار المرض نفسي وعضوي يكابده طيلة هذه السنوات.
كل ما حدث لنادر منذ العام 2015 حتى توفاه الله هو انعكاس لما يحدث لعدن سنة تلو سنة والوضع يزداد سوءا ولم يستطع احد ان يصلحه وكذلك نادر لم نكن لنفعل شي لإصلاحه لإصلاح مرضه واصلاح حالته بسبب ارتباطه الشديد بهذه البلاد التي يحزن لحزنها ويفرح لفرحها. فكل صفعة تتلقاها عدن كانت تصل الى قلبه الى كبده الى رئتيه, كل ماحصل له من امراض كانت للاسف بسبب ولائه ونزاهته ولذكائه كم هو مؤلم ان تكون هذه الاسباب سببا للتعاسة المؤدية للموت! نظرة عينيه كانت لا ترى الا السواد الموجود لانه فعلا لايوجد غير هذا اللون في البلاد ولكن ضعفاء النظر او واضعين النظارات الملونة على اعينهم يرون الوانا مختلفة او الجزء الاكبر وهم المكفوفين حيث اصيب الغالبية بالعمى فما عادو يرون شي اصلا!
وبرغم كل مافي نادر الا انه يحارب ويكافح ويخرج الضحكة والطرفة على الوضع المأساوي الحاصل للبلاد وينهي كلامه بالدعاء الصادق لله حيث انه وصل الى ايمان يقيني تام انه لامخرج ولا حل الا بالله سبحانه وتعالى وانه لو اجتمعت كل دول العالم لاصلاح الوضع لن تستطيع الا في حالة امر الله بأن ترفع هذه الغمة علينا. انعزل عن العالم وعن الناس وبقي مع رب العالم ورب الناس يسأله ان يلطف به ويرحمه وها هو بعد ان تطهر من كل ذنب وخطيئة وقبل ان يصل الاذى الى الدماغ والعقل والتوازن اعزه الله ورحمه وشفاه واخذه الى جواره في رحاب الخالدين مع الشهداء الابرار و الصالحين في جنات النعيم امييين اللهم آمين.