بعد خمسة أعوام ونصف من المعارك الطاحنة ومن التضحيات الجسيمة والمستمرة ومن سيؤول وشلالات الدماء الكثيفة ومن آلام الشعب وجراحة الدامية ومن حياة المآسي والنزوح والتشرد القاسية ومن كل الأحداث والأوضاع الهالكه... وفي الوقت الذي ينتظر فيه الشعب اليمني للخلاص وللتحرك شمالاً باتجاه العاصمة صنعاء وتحريرها فإننا تفاجئنا بتوقف تلك المعارك المصيرية وتغير المخططات الرسمية وأنحراف بوصلة الشرعية وتخليها عن أهدفها الرئيسية في التحرك والزحف شمالاً ودخولها في معارك جانبية هدفها التحرك والتوجه جنوباً،،، هذه المعارك الجانبية التى لم تزل في بدايتها ستكون فاتورتها كبيرة وضريبتها باهظة...وستكون عقوبتها صعبة وقاسية...وسَتكون بمثابة أخر مسماراً يُدق على نعش الشرعية،،، سلسلة أخطاء أرتكبتها قيادة الشرعية السياسية والعسكرية ابتدأ بفشلها في قيادة البلاد وإنقسامها إلي فصائل ومكونات ومروراً بتآمرها على قوات السواحل الغربية بتوقيعها لاتفاقية السويد التى أوقفت تقدم القوات المشتركه وإظهار العداء لدولة الإمارات العربية والإختلاف مع المملكة العربية السعودية والتلميح باستدعاء تركيا وفتح قنوات إتصال مع دولة قطر الشيطانية وسقوط غالبية مناطق سيطرتها الشمالية وانتهاء بتَخليها عن أهدافها المعلنه وعن مواقعها وجبهاتها القتالية وتوجهها للقتال في ابين وشبوة والحجرية،،، وسوى كانت هذه المعارك الجانبية بإتفاق مع الجماعة الحوثية أو بدون إتفاق فإن نتائجها تخدم وتصب في مصلحة الجماعة الحوثية التي ستستلم مدينة مأرب ومدينة تعز بطبق من ذهب وربما بدون معارك قتالية أو تضحيات بشرية أو خسائر مادية،،، غريبة هذه الشرعية التي تتآمر على نفسها وتحارب ذاتها وتنهك مكوناتها وتخسر كل من يقف معها و تشن الحرب على كل من يقاتل في صفها وتُعادي كل من يساندها وتذهب لتحرير ماهو محرر من مدنها إنها كالنار تأكل نفسها إذ لم تجد ما تإكلة......