سيكتب التأريخ بأن اليمن عاش موحداً من أقصاه إلى أقصاه في ظل آخر ملوكها وآخر أقيالها على عبد الله صالح .... سيكتب التأريخ هذا ولن ينافق أو يحابي أحداً .. لأن التأريخ لا يرحم ... سيظل هذا الرجل مرسوماً كوشم على جبين الزمن ولن تنساه القلوب التي أحبته بصدق وأحبت معه الوطن ... لن يستطيع أحداً طي صفحته أو إنكار فضل هذا الرجل القوي صاحب الكاريزما التي قلما تجد شبيهاً لها في اليمن ... لرجل أخطاء وكل الناس خطاؤون ... كان خطأهُ العظيم هو ترك السلطة وتسليمها إلى أيادي مرتخية وهشة ..... كان هذا هو خطأه العظيم والقاتل ... ولو إنه لم يقع في ذلك الخطاء لكانت البلاد لم تذهب إلى المنزلق الخطير ... عفاش تأريخ ..... والتأريخ لا يمتحي ولا يزول مهما دنسه البعض وشوهه البعض الآخر ، هو حقبة زمنية أمتدت لثلاث عقود من الزمن الجميل ..... توحد اليمن في ظله وسار الراكب من صنعاء إلى عدن لا يخشى إلا الله والذئب على غنمه .. عفاش علمنا الديمقراطية فقد مارستُ حقي الإنتخابي وكنت من أشد مناوئيه في الإنتخابات الرئاسية والبرلمانية ولم يحاسبني أحداً على موقفي ذلك .... كنت أقف إلى صف المعارضة اليمنية وبكل فخر أمثل أحد المراقبين والمشرفين على الصناديق ....... وأقترع مناؤيه وأنتخب خصومه ولم أخشى غضب السلطة أو سطوة الشرطة .... لم يكن يوماً جباراً ولا دموياً ، لم يُعتقل سياسي في عهده ولم يسجن صحفي على كلمته ... تعبرعن رأيك بكل حرية في ساحات المدرسة وعلى الباص وفي الطريق و في الصحف والقنوات الفضائية ....... تشتم الرئيس والحكومة والدولة فرداً فرداً وتذهب لتنام في بيتك قرير العين غير خائف ولا وجِل من الرقيب ولا الواشي ..... نحن لم نقدسه كا فرد بل نقدسه كمرحلة يمنية فاصلة في تاريخ اليمن ومرحلة لربما لن تتكرر مرة أخرى .... الرحمة لروحه .