لك أن تعلم -أخي القارئ- أن أسلوب التكاتف، أو روح العمل الجماعي أو أسلوب الفريق الواحد كما تسمى، هي العنصر الأبرز في تسهيل الطريق لتحقيق نجاح باهر ومتميز. صناعة الذات وصياغتها، وتهذيب الشخصية وحثها على روح التآلف والتعاون مع الآخرين، هي أقصر الطرق وأنفعها لتحقيق الإنجازات والنجاحات والرقي أكثر بالمجتمع، وتحقيق الأهداف المنشودة التي تسهم في بث حالة الرخاء والطمأنينة في نفوس كل أبنائه. إن المرء يحب أن يكون متميزا دائما، ويتمنى لو يستمر في إبداعه وعطائه، ولكن ذلك لا يتأتى إلا بالتجرد من كل الرواسب التي تعيقه عن ذلك، ثم عليه أن يصقل ذاته ويبنيها في كل لحظة، وأن يتحلى بروح الساعي لتحقيق الجديد والمتميز، وأن يروض نفسه على تحمل الغريب من تبعات ما سيلقى في مسيره لتحقيق أهدافه، وأن ينشد التفاؤل في كل ما يريد ويسعى لتقمص روح التقدم والرقي الوثابة... فليس للمحال مجال في رؤية صاحب الهمة العالية. كما يتطلب عليك أن تكسر حاجز التردد، وأن لا تعرف لليأس مكانا في حياتك، وأن تسلك درب الإصرار وقوة الإرادة؛ لأن الإصرار عنصر قوي وهام في الدفع بك وتقريبك أكثر نحو بلوغ هدفك، وحتى يساعدك ذلك في ترويض نفسك على التفاعل مع من حولك، وتجاوز مفهوم الرهبة والتردد في السير في طريق أهدافك. وكما أسلفت في البداية، فإن روح الفريق الواحد دائما ما تؤتي ثمارها متميزة وبدون أدنى إخفاقات، ومن جماليات هذا الأسلوب أنه يعلم المرء التخطيط والشعور بالمسؤولية الموحدة، كما يدفعه إلى الإحساس بمتاعب الآخرين من حوله، ومن مقاصد عمل الفريق الواحد وجمالياته أيضا ترويض نفس الشخص على تحمل المتاعب في سبيل إسعاد الآخرين، ثم أن ذلك يجعل من الشخص نفسه صاحب شخصية متميزة دائم الفكرة، حاضر الابتسامة، قوي التصميم، حي في بديهته وأسلوبه. وصاحب الهمة العالية، هو الذي يجعل لنفسه هدفا محددا، ومقصدا نبيلا يسعى لإدراكه بطرق معقولة تعود بالنفع عليه، ولا تأخذ منه جهدا كبيرا، ولا تستنزف منه الكثير من طاقاته، ثم يكون حريصا على مساندة غيره، مصرا على الدفع بهمته عاليا إلى العلالي، باثا هذا المفهوم في نفوس من حواليه. ثم إن عليك -أخي القارئ- ألا ترضى بالفشل، ولو صادفك ذلك في مسيرك نحو تحقيق أهدافك، فليس عيبا أن يفشل المرء، وإنما كل العيب أن يرضى بالفشل... وكم قرأنا في كتب التاريخ أن هناك الكثير من العظماء واجهوا العديد من الصعاب في طريقهم ولكنهم لم يظهروا الخنوع، ولم تلن لهم قناة، بل واصلوا مسيرهم وكسروا حواجز الخوف والتردد حيث ما عرفوا في حياتهم شيئا ينسب للمحال إطلاقا! فالتغيير إلى الأحسن مطلب مهم، وأسلوب راق عند أصحاب الشخصيات التواقة للجديد، والمتحفزة للأمام، والمتطلعة لكل ما هو أفضل.. ولا يمكن للتغيير أن يتم أو يحدث فروقا جديدة في حياة الشخص، إلا إذا كان واثقا بنفسه، فالواثق بنفسه وبقدراته على إحداث التغيير والتجديد في الأسلوب والشخصية، يجد سهولة بالغة في صناعة نفسه من جديد، وإبراز طاقاته وإمكانياته، ورفع مستواه إلى الأعلى.. كما ينبغي للشخص المتحفز للأمام أن يحرص على صقل مواهبه، والدفع بها أكثر في سبيل التجديد والإبداع، وإخراج الدفين من القدرات والمؤهلات التي ربما غيبت حضورها بعض العوامل والمتغيرات، فالشخص الرائع، هو الساعي للأفضل، والباحث بلا كلل أو ملل عن نياشين النجاح وتيجانه! فلا ينبغي أن تسعى لنيل المحال، أو تجهد نفسك كثيرا حتى تحقق بعض الأحلام التي ربما رسمت بريشة المستحيل، فهذا المفهوم مخالف للصفات التي ينبغي أن يحملها صاحب التجديد، حيث يجب أن تسير مع أوضاعك، وتسعى لرسم أهداف واقعية وموضوعية لا تجلب لك المشقة والعنت!