تعتبر "ظاهرة الهروب" طريقة إلزامية وضرورية للهروب من الواقع الجنوبي حينما نشعر بالخطر ونسلكها للحد منه . فلم تذهب القيادة الجنوبية إلى توقيع وتحقيق الوحدة اليمنية من عام 90م إلا تحقيقا لتلك القاعدة "ظاهرة الهروب من الواقع الجنوبي" والتي تعتبر هي الوسيلة الناجحة للخروج بأقل الخسائر نظرا لتلك الخصائص المعقدة للمجتمع الجنوبي المعقد ومحاولة الحفاظ على نسيجه المجتمعي . حاول الجنوبيين وعبر فترة زمنية طويلة من إعادة ترتيب أوراقهم ومحاولة سد الثغرات وتقريب وجهات النظر وإشهار التصالح والتسامح ومعالجة خصوصيات المجتمع المعقدة حتى تتيح لهم الفرصة لترجمة ذلك فعليا على الأرض وحين أتت لهم الفرصة بعد أحداث 2015م وخلال خمس سنوات وحتى عام عشرين كانت كافية لتكشف حقيقة الفشل في لملمة الصفوف ومعالجة أخطاء الماضي التي كادت أن تلتئم وإحياء ثقافة الإقصاء والتهميش واللعب على وتر المناطقية والعصبية !!! خمس سنوات كشف للناس حقيقة تلك الشعارات الزائفة !! وما نجاح الائتلاف الجنوبي في أول فعالية له إلا دليل استخدام "ظاهرة الهروب من الواقع الجنوبي" والذهاب إلى مشروع الدولة الاتحادية في سبيل الحفاظ على المجتمع الجنوبي الذي أثبتت المراحل السابقة واللاحقة أن ظاهرة الهروب هي الوسيلة الأنجح لتلافي كوارث المجتمع ذات الخصائص المعقدة. محسن لشرف 27/يوليو/2020م