تحاشيت كثيراً الكتابة عن الفعاليتين اللتين قامتا في مدينة لودر بين مؤيده للإنتقالي ومعارضه له،طبعاً ليس ضعفاً أو خوف ولكن من باب إغلاق الأفواه التي لديها (الصكوك) المعلبة التي تصرفها لكل من عارضها او خالف سياستها.. فلم يكن بالحسبان ولم يدر بخلدي وكل من شاهد تلك الفعالية التي دعا لها الإئتلاف الوطني الجنوبي أن تشهد زخم بمثل هدا الزحم وحشود لم يسبق لها مثيل وتفاعل منقطع النظير من كل الأحزاب والمكونات والمواطنين ككل.. قد يقول قائل تلك فعالية بِيعت فيها الذمم والمبادئ والأخلاق والوطنية والهوية الجنوبية وصُرفت لأجلها الملايين،وعليه أرد لا تقام فعالية أو مناسبة منذ العام 2007م إلا وترصد لها الميزانيات الضخمة والمبالغ الطائلة من باب التسهيل لكل الحاضرين ولا غرابة في ذلك،والأهم من هذا وذاك والسؤال الذي لن يبحث عن إجابة أليس كل من حضر الفعالية جنوبيوا الهوى والهوية والإنتماء ومن ذادوا عن حياض الوطن حينما دقت طبول الحرب..؟ فما الذي جعلهم يخرجون عن صمتهم،وما الذي جعلهم يخرجون لهذه الفعالية الحاشدة والمسيرة الكبيرة واللقاء الأضخم؟ لا تحدثني عن الخيانة ولا تصرف لمن شأت صكوكها وفتواها المعلبة فلست (وصي) على أحد، ولست ممن يحق له أن يفصل الناس وفق هواه وتوجهه.. لربما رصيد البعض منهم إن لم تكن غالبيتهم في النضال السلمي أو القتالي أكثر منك ولربما يمتلك الواحد منهم إن لم يكن جميعهم بسالة وقوة وشجاعة لايمتلكها من جعلت منهم أصنام تُقدس ومحرمات لاينبغي أن ينتقدها أحد أو يبدي رأيه فيها.. هناك خلل (ما) في السياسة التي يتبعها النقيض،وهناك ضيق منها بلغ مبلغه،وهناك شعور بالحرمان والتهميش والإقصاء أجبر الكل أن يقولوا كلمتهم ولو من باب الإستفزاز أو الغيض الكامن في دواخلهم ضد كل ما يحدث للجنوب أرضاً وإنسان من قبل أنسان لايجيدون كيف تُدار الأوطان.. أعلم يقيناً أن من سيقرأ مقالي لاسيما من المعارضين سيصرفون لي (صك) العمالة والخيانة دون هوادة ودون تردد مع أننا ذات يوم وحينما كان الصادقون في نضالهم كتبنا عن الجنوب حتى جفت أقلامنا وبُحت أصواتنا، وهذا بحد ذاته ما جعل الكثيرين يضجرون من سياسة إن لم تكن معي فإنت ضدي.. أفيقوا قبل أن يُسحب البساط من تحت أقدامكم وتصبحون أعداء للجميع بسبب السياسة التي تنتهجونها منذ أن تربعتم عروش السيادة والمكانة... لم تُرفع الجلسة بعد..