حينما ضربت حمزة الحوثي بحذائها كانت جنوبية الهوى والهوية والانتماء،وقال فيها الكثيرون مالم يقله قيس في معشوقته ليلى..!. تربعت عرش قلوبهم، وباتت حديث مجالسهم، وكانت مثال للمرأة الجنوبية الحرة الأبية التي ستكون رفيقة النضال. .. هكذا كانوا يقولون!. اليوم حينما اختلفت معهم أضحت عدوهم اللدود،وخصمهم، بل وصُرفت لها صكوك الخيانة والعمالة،وسلخوها من هويتها الجنوبية... الاختلاف في الجنوب لايفسد للود قضية فقط،؛ بل يخلق الشحناء والبغضاء والعداء فيما بين أبناء الوطن،ويزرع ثقافة الكره والحقد والعداوة والفجور.. يختلف الجنوبيون فيسارعون للتراشق بأقذاع الألفاظ (وأوسخها)، ويشتد النزاع والعداء فيما بينهم ليصل الأمر لسلخ بعضهم البعض ليس بالكلام فقط ولكن من الانتماء والهوية.. لم يكن يوماً اختلافنا (صحياً) ،ولا حضارياً، ولا ديمقراطياً، بل هو نابع من قاعدة (إن لم تكن معي فأنت ضدي)، ونهج عفاش الذي بُني على البطش والتنكيل والتخوين.. إن كانت ذكرى العراسي قد كفرت وخرجت عن (ملة) الجنوبيين لأنها قالت الحقيقة التي عجز عن قولها الكثيرون.. فتلك مصيبة حلت بالجنوب لتضاف إلى رصيد المصائب المتلاحقة.. وإن كان هذا تعاطيكم مع ماقالت وعدم تقبّل الآخر،واحتواء أرائه، بل واحترامه، فالمصيبة أعظم،ولا أظن أنها ستقوم لنا قائمة ألبتة.. لاينبغي أن ننغلق على رأي معين وأن نرفض الآخر، لمجرد أنه اختلف معنا ولم يوافقنا،بل ينبغي أن ننفتح على الجميع إن أردنا أن نبني دولة حضارية ديموقراطية.. 10 يوليو2018م