لست ممن يؤمن بالتمجيد وصناعة الصنمية وتكرارها واختزال الوطن في أشخاص بعينهم. وليس من المنطق إطلاقا ذلك المدح والثناء الطويل العريض على أي مسؤول كان مهما كان عدله أو إنجازاته الوطنية لأن ذلك في الأصل واجبه المكلف به وفي نفس الوقت لست مع هضم حق الآخرين حال التميز والأختلاف عن مسار الساسة المنبطحين في الخارج في ظل قضية وطنية صارت تشكل أرقا وقلقا لشعب كامل ووطن على شفا جرف هار. تابعنا قبل أيام زيارات قائد المنطقة العسكرية الرابعة اللواء ركن/فضل حسن محمد العمري، ومدير القاعدة الإدارية العميد/محمد علي الكود، فترة أيام عيد الأضحى المبارك وما بعد، والتي شملت جبهات كرش، وكهبوب، ومقر اللواء الثالث حزم، المتمركز في خورة عميرة، وكذلك زياراتهم إلى محور العند القتالي والقطاعات والمواقع التأمينية المطلة على محور وقاعدة العند، تخللت هذه الزيارات الميدانية وقفات عظيمة مع الأبطال المرابطين في مختلف الجبهات، الأمر الذي دعاهم إلى الإشادة بثباتهم الأسطوري، والروح القتالية التي تنصهر أمامها تلك النوايا العدوانية. وامتداداً لزياراتهم الميدانية التفقدية، القاعدة البحرية عدن، والتي انخرطت في غياهب إهمال الجهات المعنية العليا، لم تستثنى من النزول الميداني ل قائد المنطقة العسكرية الرابعة ومدير القاعدة الإدارية، وفي الزيارة اجتمع قائد المنطقة العسكرية الرابعة بقيادة القاعدة البحرية استعرض معهم حجم التآمر الذي تواجه به المنطقة العسكرية الرابعة والحصار المطبق بسفور، والذي كان للقاعدة البحرية نصيباً منه، دعاهم بذلك إلى المزيد من الصبر والاسبتسال، والتعاون المثمر بالجهود الذاتية، والرفع بالمتطلبات حسب الإمكانيات المتاحة للتوفيرها، وأثناء الزيارة تفقد قائد المنطقة العسكرية الرابعة، محيط القاعدة البحرية والمعدات الحربية مشدداً على ضرورة الحفاظ على جهوزيتها وكذلك العمل الدؤوب لإصلاح ما خلفته مليشيا الغدر والخيانة(مليشيات الحوثي) من دمار إبان حرب 2015م. ليس هذا فحسب، فالحصار الذي عنيت به المنطقة العسكرية الرابعة، جعلها في موقف استثنائي لا تتعامل معه سوى قيادة استثنائية فقط، استطاعوا خلالها الحفاظ على الجاهزية القتالية والروح المعنوية، في مختلف الجبهات على امتداد الجغرافية العملياتية للمنقطة العسكرية الرابعة، وكذلك العمل الدؤوب والمثمر لحلحلة الإشكاليات والمعوقات التي تواجه الوحدات القتالية التابعة للمنطقة العسكرية الرابعة، والعمل على تأمين الجبهات بالغذاء والوقود، والاحتياجات الضرورية من معدات وقطع غيار للأطقم واللآليات القتالية. لكن! نجدنا أمام مشهد مثير للجدل، يدعوا للتساؤل والاستغراب، إذ ماهي الأسباب التي من شأنها أن تعطي الأحقية في حصار المنطقة العسكرية الرابعة في الوقت الذي تخوض فيه عمليات قتالية مع العدو على امتداد جغرافيتها ونطاق مسؤوليتها؟ ومع حصارهم لها إلا أنها تبدي المزيد والمزيد من الثبات والصمود والبسالة والفداء، وفي حين خطوط الإمداد على اتصال مباشر مع جبهات مأرب إلا أنها تشهد تراجعاً كبيراً أمام مليشيات الحوثي في مفارقة مثيرة للإستغراب! لذلك وجب علينا الذكر والإشادة بالدور الإيجابي الذي يبذلانه الأخ قائد المنطقة العسكرية الرابعة والأخ مدير القاعدة الإدارية، انطلاقاً من إيمانهما المطلق بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم، ونحن إذ نشكرهم ندعوا جميع قادة الوحدات العسكرية الوقوف إلى جانبهم، وكذلك توجيه وإطلاع منتسبي وحداتهم العسكرية بحجم التآمر الذي تواجه به المنطقة العسكرية الرابعة من خلال الحصار المنتفع به، من قبل الذين اعتادوا على الاتكال والإمتهان! فصمودكم في زمن المواطن بات يبحث في ركام التوحش والفساد والفشل والخنوع والضعف وخرير الدم عن بارقة أمل لهو الأمل بعينه.