- خلال زيارتي هذه المره لريف الحجريه ، بعد غياب عنها قرابة عامين ، في طريقينا، عند أعالي جبل منيف ، فأجئنا عدنان الحمادي بوقفة ٌشامخه ٌ، مرتدياً بزته العسكرية المرتبه ، بروحه الوطنيه الجسورة ومواقفه النضاليه .. على جانب الطريق من الجهة اليمنى ، ارى لوحة حديديه كبيره ، تحمل صورة العميد عدنان الحمادي ....! اقشعر بدني للتو ، تألمت بصمت "خشية ان يراني سائق الباص" ، وحدقت عيوني في رمزية البطل ، فرأيته : "حياً ..بل ايقنت انه لم يمت بطل الحجريه عدنان ... " . هناك عند أعالي القلعه ومدخل المدينه الموجوعه ، عادت بي ذاكرتي مساء ليلة اغتياله بأيدي الغدر والخيانه ، لم اصدق عواجل مواقع الشر ، حتى سكنت عيناي على جثمانه الطاهر في مشفى الالماني بعدن عند زيارتنا له قبل نقله إلى باصهيب ... (عاش الحمادي وطنيا، عسكريا ،شجاعا طيب القلب وجميل المظهر رحمات ربي عليه ....) تجاوزنا المدينة مروراً بنقاط اللواء 35 مدرع " المدرسة القتالية الأنموذج " التي شيدها في قلب الحجريه ، لصد جماعات الموت وعملاء الخارج ... على الجهة اليسرى من الطريق تشد ناظرينا شجرة الغريب في دبع ، اغصانها تتمايل ، كأنها تريد إخبارنا عن نصف عقد مر عليها وهي في أنفه وعزه تحت حمايه البطل عدنان الحمادي .. بنهاية الطريق ايقنت جيدا:" ان الحمادي لم ولن يمت ، ما دام وفي احرفي الاف الكلمات ، انتماءٌ وحب ٌوولاء لوطني ٌ جسور ، طالته ايادي الغدر في وضح النهار ... الرحمه والخلود لروحك يا عدنان ...."