عندما تحملك الأقدار وتقطع المسافات إلى بعض الاماكن الخاضعة لسيطرة الشرعية يخيل اليك وترتسم في مخيلتك صورة وردية عن بلاد وارض تحكم بالقانون والنظام يخيل اليك عن ارض ليست من محيطنا الجغرافي يخيل اليك عن توفر الخدمات ، واستتباب الامن وتطبيع الحياة واستقرارها يخيل اليك عن وجود المسؤولين في الشوارع ينظرون با احوال الرعية هذه الصورة والمشهد الذي لم يفارق مخيلتي وتفكيري وأنا اخطو نحوها . من كثر ما شاهدت اعلامهم يتحدث وينقل ويحلل ويرصد لكل صغيرة وكبيرة لكل شارده ووارده في العاصمة عدن ، وصناعة الافلام الاعلامية عن دولتهم المنشودة . وجدنا حال البلاد والعباد في خس حال ومن تسلط على الرقاب اسوء البشر وجدنا الموت يطارد الابطال وتصفيتهم مستمرة عشرات عمليات الاغتيال لافراد الحزام ، وجدنا مال العيسي دنس الطاهر وجد ليشتري من سقط ضميره وجدنا حزب الاصلاح وقد تحول إلى مسمى الائتلاف في محاولة للتدليس على من لايزال مشوش الفكر . وجدنا حرب شعوى على كل شخصية اجتماعية حرة شريفة لم ترتهن لمشاريعهم وجدنا استغلال لظروف الناس المعيشية وحالتهم الإقتصادية مقابل الفتات. لكن ، وجدنا اصرار وشجاعة وثبات وبسالة ابينية منقطع النظير وجدنا ابطال متمسكين بقضيتهم مؤمنين بهدفهم وجدنا شرفاء لايجدون ما ياكلون لكن لم تسقط نفوسهم ولم تدنس ارواحهم ولم يتخلون عن اخلاقهم وجدنا صبر وصمود في ارض يحيط بها الموت من كل جانب وشرفه وركن وجدنا رجال لا تجدهم الا في ابين . اعلام الجنوب مرفوعة وصور الشهداء مطبعة بكل ركن وشارع .. وجدنا ايديهم على الزناد لم يهابوا او يتراجعون. بقدر ماهي صورة مؤلمة لمناطق جنوبية تعيش تحت الاحتلال الاحمري المتدثر بعباءة جنوبية إلا انها مثال للصمود والشجاعة لرجال ابينيون ارواحهم على اكفهم لمواجهة المشاريع الاستعمارية. ستبقى لودر ومودية والمحفد واحور جنوبية تحررية ولنا مع النصر موعد.