لقد بلغ السيل الزبا، والصوت وصل للسماء من الحاكم الذي طغى .. اليوم لم تعد عدن تحتمل ما يدور فيها من خراب وتدمير ممنهج للسلم الأمني الذي كان حصان طروادة والحصن المنيع لها من الشواذ. اليوم الكل يرقد على أزيز المدافع والدشكا في أزقة العاصمة عدن التي كان ابناؤها يرقدون على صوت أم كلثوم وفريد الاطرش تلك الاصوات الدافئة التي كانت تسود ظلام الليل في مدينتي الساحرة على شواطئ بحرها وبين ازقة شوارعها الجميلة . آه كم هي الاحداث التي عصفة بعدن لقد عانى أبناء عدن في السابق من هذه الصراعات في كل المنعطفات السياسية ، ولكن سرعان ما تعود عدن إلى طبيعتها. اليوم مرت خمس سنين وعدن في البكاء والأنين تتألم ولم يسمعها احد.. اليوم عدن تحتضر بسبب موقعها الجغرافي الذي دعا المرتزقة للتكالب عليها في ظل صمت الشرعية وإعلامها الذي لم يكلف نفسه الحديث عن ما يدور في خاصرتها التي أصبحت عرضة للبيع والسرقة والتضييع. تلك الخاصرة الفاتنة التي تغزل فيها الشعراء وغنى لها فطاحل الفن العربي .. من هنا نناشد وزير الإعلام بالإدلاء بتصريح لما يحصل من تجريف ثقافي وسكاني لهذه المدينة . اخي الوزير.... لقد عبث الطغاة بأنوثة مدينتنا واستباحوا جمالها الرباني الذي حباها الله به. فالحديث عن عدن اهم من الحديث عن الحوثة وقطر فهل سنرى تصحيحا لمسار الاعلام اليمني تجاه عدن..أم ان البوصلة الاعلامية قد ضلت طريقها وتركت جوهرة اليمن بيد فحام لايعرف قيمتها . الحديث عن عدن ليس جريمة يجرمها القانون كما يظن البعض من الساسه. اليوم عدن هي من تصنع الساسة. اخي الوزير... لقد عرفتك سياسيا تجيد المرونة في بعض المحطات لكن هناك منعطفات مرحلية لا تتطلب المرونه فيها.. فالوطن نطاق جغرافي مكتمل الاركان لايتطلب التجزئة المرحلية فالتاريخ لا يرحم... ولم يعد للصمت جدوى... ان التبرير بان الصراع فردي اليوم في عدن وسينتهي مع الزمن لم يعد مقبول فهناك من يدفع الثمن كل ساعة ... وسيخرج الشعب ليقول كلمته بعد أن أخرس الدرهم صوت الساسة وأوقعهم في دوائر اللؤم .