لم تكن تعرف عدن أن التعليم الذي كانت تتباهى به أمام كل المحافظات الأخرى بل الدول أصبح اليوم على شفى حفرة من الانهيار إن لم يكن انهار بالفعل بسبب كل الظروف المحيطة به وبطلاب المدارس. نقابة المعلمين الجنوبيين أعلنت الإضراب على عموم المدارس في عدن كنوع من الضغط على الحكومة لمنحهم حقوقهم ومستحقاتهم وعلاواتهم على مدى سنوات طويلة وتم تطبيق الإضراب الذي أيده البعض وساهم فيه من معلمين ومدراء مدارس ومن رفضه بشدة من أولياء أمور الطلاب وبعض التربويين. جاءت جائحة كورونا لتكمل ما تبقى من التعليم ليتوقف تماما وتغلق المدارس ويعلق العام الدراسي الذي صاحبه قرار من وزير التربية والتعليم بإلغاء الامتحان الوزاري لهذا العام ونجاح كل طلاب الصف الثالث الثانوي. ما هي أبعاد كل ذلك على طلاب المدارس الحكومية في العاصمة عدن في ظل استمرار الدراسة في المدارس الخاصة وما الذي ينتظرهم في حال استمر الوضع وتوقف الدراسة دون وجود أي حلول ... تقرير : دنيا حسين فرحان شلل تام للتعليم الحكومي بعدن وهناك تضارب بين استئناف الفصل الدراسي الثاني وبين استمرار الإضراب خلال الفترة القادمة *تضارب بين استئناف الفصل الدراسي وعودة إضراب نقابة المعلمين: بعد توقف الدراسة لفصل دراسي كامل بسبب عدد من المشاكل التي شهدها قطاع التعليم أولها الإضراب التي نفذته نقابة المعلمين الجنوبيين في مختلف المدارس الحكومية بالعاصمة عدن وتعليق الدراسة إلى أن يتم الاستجابة لكل مطالبهم واعطائهم علاواتهم على مدى سنوات طويلة. بعد مد وجزر جاءت جائحة كورونا لتكمل ما تبقى ويتم اغلاق المدارس بشكل نهائي وتعليق التعليم حتى في المدارس الخاصة , بعد انتهاء الوباء والحالات في عدن بدأت هناك أخبار تتداول باستئناف الفصل الدراسي الثاني لعموم المدرس الحكومية بعدن ومن هنا بدأت الانقسامات بالآراء بين مؤيد ومعارض. هناك من يرى أن قرار عودة التعليم دون أن يتم الاستجابة لمطالب المعلمين هو قرار غير منصف وفيه تجاهل كبير لحقوق المعلم ومستحقاته على مدى سنوات طويلة. وهناك من يجزم بأن استمرار الإضراب هو ضربة قوية لانهيار التعليم وعمل متعمد لتدمير القطاع الذي يهدد بالجهل والتخلف في عاصمة البلاد التي أدخل التعليم فيها في نفق مظلم مع إضراب نقابة المعلمين ومرض الكورونا الذي زاد الطين بله. *المدارس الخاصة تواصل التعليم وتعقد الأمور للتعليم الحكومي: من الأشياء التي يستغرب لها الجميع هي استئناف الفصل الدراسي الثاني للمدارس الخاصة وسير العملية التعليمية بشكل طبيعي جدا وهذا ما يعمق حجم المشكلة في قطاع التعليم , فهناك أولياء أمور اضطروا لنقل ابنائهم للمدارس الخاصة خشية أن يفوتهم الفصل الدراسي والعام ويبقى ابنائهم معلقون هكذا إلا أن يتم وضع حل لعودة التعليم الحكومي. بينما هناك من لا يتمكن من ادخال ابنه للمدارس الخاصة بسبب ثمن الدراسة فيها فهو باهض وهناك أهالي غير قادرين على الدفع بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة وغياب الرواتب أو أنها لا تكفي لتدريس أكثر من ابن واحد من المنزل نفسه. يقف الأهالي الآن في حيرة بين الانتظار لتفتح المدارس الحكومية ومواصلة الدراسة فيها وبين ادخال ابنائهم للمدارس الخاصة وهناك من لا يعرف ماذا سيكون مصير ابناءه من كل هذا العبث الذي يحدث في قطاع التعليم. *نقابة عدن تعلن التصعيد والعصيان الوظيفي في جميع مدارس عدن: اجتمعت قيادة نقابة المعلمين والتربويين الجنوبيين م/عدن وبرئاسة الاستاذ ياسر فرحان وقيادة نقابة المحافظة ورؤساء المديريات وحضور اعضاء النقابية في المديريات وبتشريف الاستاذ قائد الجعدي نائب رئيس النقابة العامة. وقد دار الاجتماع وبعد نقاش مستفيض تقرر التصعيد واعلان العصيان الوظيفي وعدد من القرارات الهامه واهمها : 1- المصادقة على قرار النقابة العامة واعلان التصعيد والعصيان الوظيفي. 2- عدم التهاون في حقوق المعلمين وان استمرار العملية التعليمية لن يتم الا بالحقوق كاملة. 3- تشكيل لجنة اعلامية لتصدي للحملات الاعلامية ونطالب من كل معلم يطالب بحقوقه ان ينشر في المواقع مدافعاً عن المعلم وحقوقه المشروعة على اقل منشور واحد في اليوم . 4- الية العصيان والخطوات التصعيدية تستمر حسب الجدول المحدد مسبقاً . 5- رفع قضية بالمحكمة حسب قرارات رئاسة الوزراء والتي تخص تسليم جزء من حقوق المعلمين ولم تنفذها وزارة المالية. 6- الوقفات الاحتجاجية ونصب الخيم سوف يعد لها جدول ويتم الاعلان عنها في الوقت المناسب. وبهذا فأن نقابة المعلمين والتربويين الجنوبيين تطالب الحكومة المشتركة وكل الجهات والتحالف للوقف مع المعلم لكي تعاد العملية التعليمية وتحمل كل الجهات ما يحدث من التبعات السلبية نتيجة تجاهل المعلمين وحقوقهم. *انطلاق حملة شبابية للمطالبة بعودة التعليم والتطوع للتدريس في المدارس: بعد أن طفح الكيل بالطلاب وأولياء الأمور بعد التوقف الطويل للعملية التعليمية وتوقف الفصل الدراسي الثاني لعموم المدارس الحكومية , قرر عدد من النشطاء الشباب والشخصيات الاجتماعية تنظيم حملة أنا مستعد لعودة التعليم وهي التي تطالب وزارة التربية والتعليم بفتح المدارس وأن يقوموا بالتطوع للتدريس نيابة عن المدرسين المستمرين في الإضراب لمختلف المواد الدراسية من الفتيات والشباب. رافق الحملة وقفة في الشوارع ورفع لافتات توضح المطالب للمنظمين لها والحاجة الماسة للطلاب بعودة التعليم وإعادة فتح المدارس وعودة الطلاب إليها , وأن كل تأخير سيضر مستقبل الطلاب بل المدينة بشكل عام. وفي تصريح لأحد المشاركين في هذه الحملة والوقفة يقول فيه: لم نخرج للشارع عبثا ولم نرفع هذه اللافتات إلا وقد وصلنا لمرحلة صعبة في عدن بسبب توقف التعليم , كل المحافظات الأخرى منها الشمالية التعليم فيها يسير بشكل طبيعي في عدن تم توقيف التعليم للأسف لأغراض سياسية والتحجج بالمستحقات من قبل بعض المعلمين. التعليم لا علاقة له بأي شيء في كل دول العالم يستمر التعليم حتى في الحرب وزفي أصعب الظروف يجب أن لا يتوقف التعليم , اليوم نجد الطلاب في الشوارع لأوقات متأخرة من الليل أو متواجدين على الأنترنت بسبب الفراغ الذي يعيشوه , من المسؤول عن ذلك ومن المستفيد لوصول الطلاب لهذه الحالة الصعبة. نحن كنشطاء قررنا تنظيم هذه الوقفة والحملة وكلنا على استعداد لأن نتطوع ونقوم بالتدريس في المدارس الحكومية لسد النقص ومن أجل عودة التعليم بشكل طبيعي دون أي صعوبات أو عراقيل. نتمنى أن نلقى صدى وتصل رسالتنا للجهات المعنية من وزارة التربية والتعليم والحومة لوضع حل لما يحصل قبل انهيار التعليم تماما في عدن. *وزير التربية والتعليم يصدر قرار بعودة الدراسة في شهر سبتمبر فهل ينفذ: في قرار صدر عن وزير التربية والتعليم عبدالله سالم لملس يخص التعليم وعودة الدراسة في شهر سبتمبر في عموم المدارس الحكومية بعد قراره الأخير بإلغاء الامتحانات الوزارية (المركزية) لطلاب الثانوية العامة للقسمين العلمي والأدبي وانهاء العام والذي انقسم فيه أيضا الناس بين مؤيد ومعارض ولكن الظروف شاءت أن يحدث ذلك تفاديا لأي تأخير قد يعرقل مستقبل الطلاب. فهل سيتم تنفيذ قرار الوزير بعودة التعليم في الوقت الذي أقره أم أن هناك عودة للإضراب مرة أخرى من قبل نقابة المعلمين الجنوبيين وهو من سيقف أمام مستقبل الطلاب وإدخاله في المجهول.