المعلم في اليمن يعيش في مناخ معقد وبارد ويتعرض لتهميش وظلم شديدين ويتعرض كذلك لضغوط كبيرة, ابتداءً بالراتب المتدني جداً مقارنة برقي الرسالة وعظم الكم المطلوب من الأداء, فالمعلم اليمني يحتاج إلى مساعد لكي يستطيع أن يقوم بالكم الهائل من الأشياء التي تطلبها منه وزارة التربية والتعليم, فعلى المعلم أن يقوم بكتابة التحضير اليومي ورصد الغياب وتعبئة قوائم الشطب وسلالم التقدير وخطة الوحدة وعلامات الطالب وإعطاء الواجبات وتصحيحها والمتابعة على االيومية للطلاب .. الخ. هذا عدا عن الضغط الكبير الناتج بسبب الفصول المكدسة بتلاميذ يفتقد أغلبهم الاهتمام بالتعليم، ويظهر ذلك في محاولاتهم الخروج على النظام، ومن الضغوط على المعلم كذلك تكبله بإدراة تزيد عليه الضغوطات متربصة به وبعمله, وشعور المعلم بالعزلة، وغياب المساندة، والتجريد من السلطات، والنظرة المتشككة إلى ولائه وأدائه، والاستهتار بآرائه وخبراته ، ويشعر المعلم بأن جهده يضيع سدى وليس له ثمرة وأنه يبذل كل ما عنده ولا أحد يقدّر أو يستفيد. ولا ننسى هبوط قيمة المعلم اجتماعيا نتيجة عدم المبالاة به التي تعمل دائما على تحجيم وتصغير قيمة المعلم. ناهيك عن تدني المستوى الفني للمدارس وضعف الإمكانات فيها فلا أجهزة حاسوب كافية, ولا مختبرات علوم مجهزة, ولا مكتبة مستقلة بقاعة, ولا ساحات واسعة للعب الطلاب.. الخ, وكل هذا يضيف مزيدا من الضغوط على المعلم, ويؤدي بالمعلم إلى فقدان اهتمامه بتلاميذه، ونقص الدافعية عنده، ومقاومته للتغيير وفقدانه للابتكار. وهذا أيضاً يؤثر سلباً على علاقة المعلم بتلاميذه، وعلاقته بالموجه، وعلاقته العلمية بزملائه، وعلاقته بالإدارة، وغياب التفاهم بين المعلم والإدارة، والمعلم وأولياء الأمر. فمهة المعلم أصبحت مزيجاً من مهام المربي والقائد والمدير والناقد والمستشار. ونجاح أي مؤسسة يعود لفضل المعلم لهذا كله فاننا نرى ان على الحكومة أن تقوم بعدة إجراءات لإنصاف المعلمين وعلى رأسها أن تقوم بتحسين أوضاع المعلمين المادية كأن تقوم بمضاعفة راتب المعلم مرتين أو ثلاثة مرات, وأن تقوم كذلك بتطوير وتجديد المدارس لكي تكون مكاناً أفضل للعمل والتعلم, وتوسيع الحرية الأكاديمية، وتخفيف كثافة الفصول، ودعم نقابة المعلمين، وإعدادا المعلم جيدا مع ما يتناسب مع المتغيرات والتطورات العالمية المتسارعة في كافة المجالات.