من أين أبدا؟!! ومن أي عالم أستلف الكلمات لأخطها على سطور وهمية.. و أي الأوراق ستحمل كلماتي الشاحبة؟!! من أين أبدأ بالبكاء ؟! ماتت كفاء!! و مات عاصم !! و القلب يبكي عليهما اه ثم اه غابت الضحكات و المباسم !! و كيف أقول عن موت محمد و الروح تندبه و تنحب . غاب القمر و الكون من غيابه شاحب!! ماتت ثريا و أظلم السماء و تركت خلفها وجع دائم!! مات لطف و "أصحابه" و الدموع تسيل لفراقهم و فراقه .. بكت السماء بحرقة وبكينا من بكائها وجع و ألم .... أخذهم السيل إلى بعيد يا أمي..أخذهم من تلك الطريق الموحشة ، نعم أخذهم بكل سهولة .. غيوم كالأشباح تنتشر في السماء أنها غيوم رحمة و غيث و لكنها في بلد أنهت كل شيء جميل فرائحة المطر تحولت الى رائحة موت و ألم و مواجع.. جرفهم السيل بدون رحمة وزهقت أرواحهم البريئة...رحلوا من بلد مهزوم ،اه ثم اه و ألف اه على ما خلف فراقهم من تعب سيطول و سيظل ملازمنا دهرآ.. ننام على فاجعة و نستيقظ على أخرى في أرض كتب عليها الشقاء و لنا من وجعها نصيب !! تعاني و نعاني تبكي و نبكي و تسحق و نسحق وتموت و نموت ,نموت فيها ،من ظروفها الممزقة و جبالها التي تنهار على رؤوسنا و أرضها الملغمة بأوضاع كارثية .. ماتوا الأطفال و مات أمان الأرواح ،مات السلام في قلب أم تنتظر عودتهم .. كوني صبورة يا أمي و تمسكي بحبل الوثاق بينك و بين الله ،لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا ...