دشنت فرقة خليج عدن المسرحية مساء اليوم الأحد الموسم الثاني من العرض المسرحي الذي يحمل عنوان "كرت أحمر" على خشبة سينما هريكن بمديرية كريتر (صيرة) بمدينة عدن. ويستمر هذا العرض للمخرج والكاتب المسرحي "عمرو جمال" ستة أيام فقط خلافاً للموسم الأول لذات العرض العام الماضي والذي امتد لأكثر من أسبوعين. وامتلأت قاعة السينما بحضور مشرف من المتفرجين بجميع المقاعد المكونة من فئتين إحداهما vip خصصت للصفوف الثلاثة الأولى من مدرجات المتفرجين الذين انقسموا إلى قسمين حيث خصصت الشرفة للشباب فيما خصص الدور الأرضي للعائلات.
وتنوع الجمهور من فئات عمرية عدة ومن الجنسين, وأظهروا تفاعلاً مع مشاهد العرض, وشارك بعضهم في ترديد عبارات يتذكرها من الموسم الأول.
وتتحدث المسرحية بصفة عامة عن ظواهر سلبية تقتضي رفع "كرت أحمر" لمواجهتها, بينها تدهور التعليم, والصحة, وتدهور العلاقات الأسرية أو تفككها أحياناً.
وهذه النسخة المحدثة للسيناريو تطرقت في بعض مشاهد العرض إلى ظواهر سلبية طارئة على المجتمع في مدينة عدن ومدن أخرى, بينها ظاهرة حمل السلاح, وتغيير أسماء بعض المعالم والمرافق عقب حرب العام 1994.
وعلى سبيل المثال في المشهد الخامس تقول الشخصية "نادية شجن" التي يؤديها النجم "رائد طه" وهي شخصية محورية في العرض وتظهر في مشهدين, بصورة ساخرة أنها ستكون متواجدة أسفل قلعة 26 سبتمبر, في إشارة إلى قلعة صيرة الأثرية, وذلك بعد تفاجئها في حوار قصير تحاول فيه إرشاد شابة برفقة والدها المقعد في مستشفى يعاني تدهوراً في الخدمات على عنوان محل الكشي (العطار) بمديرية كريتر أن جميع المرافق تم تغيير اسمها عما كانت عليه وتم استبدالها بأسماء ارتبطت بالمنتصر في حرب العام 1994.
وتبدأ المسرحية بمشهد يؤدية النجم "عدنان الخضر" في دور "ابن فتحية" ويتعلق المشهد بتدهور النظام التعليمي وانتشار ظاهرة الغش التي تؤدي إلى تخرج جيل متعلم صورياً فقط خلال المراحل الأساسية والثانوية, يصطدم بعدها بعالم جديد داخل الجامعة يرتكز على سلطات مطلقة للأستاذ المحاضر.
ويتطرق العرض في مشاهد أخرى إلى ظاهرة الرشوة لدى رجال المرور, كما يتطرق في مشهد مشترك بين "عدنان الخضر" و "هشام الحمادي" إلى النهايات الأليمة التي يصل إليها الشباب المتعاطون للمخدرات والساعون من خلالها للهروب من واقع اجتماعي يضغط عليهم في جوانب حياتهم الدراسية والعملية والأسرية.
وشارك ممثلون جدد لم يشاركوا في الموسم الأول, وحلت النجمة "غيداء جمال" محل النجمة "سالي حمادة" لظروف دراسية تتعلق بالأخيرة.
وينتهي عرض المسرحية يوم الجمعة, ومن غير المتوقع تمديدها وفقاً لإفادات القائمين على العمل لموقع "عدن الغد", ومن المرجح أن تشارك الفرقة في عرض العمل في الخارج.
وهذه هي المسرحية الثانية التي تعرض هذا العام لفرقة خليج عدن في ظل غياب مؤسسها المخرج والكاتب المسرحي الشاب "عمرو جمال" المتواجد في ألمانيا للانخراط في ورشة عمل ذات صلة.
واجتذبت المسرحية العام الماضي أكثر من عشرة آلاف متفرج, ومن المأمول حصول العرض على نجاح مماثل هذا العام, رغم غياب أي رعاة رسميين للعمل الذي تم تمويله ذاتياً.