كشف تقرير استخباراتي غربي عن أن تنظيم "حزب الله" الإرهابي بدأ قبل سنوات في شراء وتخزين أطنان من مادة نترات الأمونيوم المتفجرة، التي أدى اشتعالها إلى انفجار هائل في مرفأ بيروت مؤخرا، أودى بحياة العشرات وأصاب الآلاف. وأظهرت رسالة إلكترونية نشرها موقع التسريبات الشهير "ويكيليكس" في أغسطس/آب 2013، أن "حزب الله"، يعتمد بشكل أكبر على إمدادات نترات الأمونيوم المتفجرة لأنه يواجه صعوبات في الحصول على متفجرات عسكرية.
وفي الرسالة بعنوان "للتعليق -لبنان- نظرة ثاقبة على مصادر المواد المتفجرة لحزب الله"، مؤرخة في 16 ديسمبر/كانون الأول 2010، قال مصدر في شركة الاستخبارات الأمريكية "ستراتفور" ومقرها أوستن بولاية تكساس، إن "حزب الله يواجه صعوبة في الحصول على مواد متفجرة عسكرية مثل سي 4 وآر دي إكس".
وأضاف أنه "يعتمد بشكل أكبر على إمدادات نترات الأمونيوم للحفاظ على مخزون متفجراته".
وأوضح المصدر أن "حزب الله يواجه صعوبة في استلام المتفجرات العسكرية، لأن قوة الأممالمتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل) أغلقت الساحل اللبناني، لمنع وصول شحنات المواد، ولأن سوريا زادت تقييد إمدادات حزب الله من هذه المتفجرات في محاولة لكبح جماح التنظيم".
مضيفا أن "حزب الله" يدفع ضعف سعر السوق لشراء منتجات السماد السورية، بما يصل إلى 15 ألف طن من الأسمدة من منشأة البتروكيماويات السورية الرئيسية في حمص. ثم تأخذ سوريا الأرباح وتشتري أسمدة أرخص من دول أوروبا الشرقية لتلبية مطالبها المحلية.
وأشار إلى أن هذا الأمر يفسر إصرار "حزب الله" على تعيين أحد أعضائه في منصب وزير الزراعة، عندما كان رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري يشكل حكومته عام 2009.
ولفت إلى أن "حزب الله" عين آنذاك الوزير الحالي حسين الحاج حسن، الذي كان يبيع شحنات الأسمدة من سوريا إلى عملاء حزب الله، ويعرف أنها ترسل إلى مستودعات "حزب الله" في لبنان.
وتشير الرسالة إلى أن "حزب الله" كان يخزن مادة نترات الأمونيوم في مخازن في لبنان.
وفقا موقع "ويكيليكس"، تحول "حزب الله" إلى حركة منظمة بشكل جيد أثبتت أنها قادرة على استغلال الانشقاقات السياسية في لبنان لتعزيز انقسامه، وقدرته على التطور التنظيمي تظهر في تعويض الإمدادات المعطلة من المتفجرات العسكري عن طريق استبدالها بالمتفجرات القائمة على الأسمدة.
وفي 4 أغسطس/ آب الجاري، أسفر انفجار شحنة نترات أمونيوم، يُعتقد أنها كانت مخزنة في الميناء منذ عام 2014، عن مقتل قرابة 200 شخص، وإصابة 6 آلاف آخرين.
وفي أغسطس/آب الجاري، كشفت تقارير استخباراتية غربية عن أن تنظيم "حزب الله" الإرهابي تسلم من إيران شحنات كبيرة من نترات الأمونيوم، ربما ترتبط بمخزون المادة المتفجرة في ميناء بيروت. وكانت صحيفة "دي فيلت" الألمانية،قالت في تقرير لها، إن "لديها معلومات حصرية من أجهزة استخبارات غربية (لم تسمها)، تفيد بأن مليشيا (حزب الله) اشترت كميات كبيرة من المادة الخطرة"، لافتة إلى أنه "بعد كارثة مرفأ بيروت، كان يشتبه في أن حزب الله تورط في تخزين مادة نترات الأمونيوم المتفجرة".