أنا شاب عشريني، لي تخصص علمي وأفكار قبلية، ولدت في قرية صغيرة منذُ عقدين ونجمة كنت سابقاً شغوفاً ومرح، وسيماً گ دحيه الكلبي، أتلوا القرآن گ أسيد بن حضير وكنت لا أفهم الكلام اللأخلاقي أنيقاً گ صوت فيروز رقيق حد البيلسان قوي حد الفولاذ صاخب گ نشيد وطني مجرم بسم ملامحه بي رأفه بسم العاطفة زير نساء كما يقولون أحب دراستي وصوت معلق تونسي(الشوالي) لا أنحني ابداً لا أمتلك اَي نقطة سوداء ابداً لم أكسر نافذة جاري ولم أغازل أبنته الرشيقة ألتي كانت تطلب الملح من أمي. كنت ايضا رياضياً، وأحرص على الاولوية في كل شيء سبحت في أماكن لم يسبح فيها مايكل فيليبس، وركضت في شوارع لم يركض فيها يوسيم بولت، وسجلت أهدافاً لا تخطر على بال بشر.. لقد هزمت نادال في رون غاروس، وسبقت شوماخر في الفورمالاوان، ومردغت أنف ليسنر في حلبة صغيرة.. كنت دوما كذلك في الواقع وفِي الاحلام ولكني الآن اصبحت لا أفهمني جداً، وأصبحت متناقضاً بالشكل الجيد جداً لي جانب أحارب فيه الأفكار الغربية والتحضر الزائف، أدوس الحشرات العلمانية وأردع بدع التشدد.. أكره الجيل الصاعد ولا أؤمن بالحب ابداً، أحاول بقلمي محو أفكار المجتمع الطائشة والغبية.. ولكني من جانب أخر أشعر أنّي لم أحقق شيء، أحدث نفسي أنّي لم أدرك ذلك الا متأخراً، نعم لم أستطع الوصول إلى ما أتمناه، لقد ظللت وحيداً بين بين، لم أدرك ولَم أعد.. بل تخلى عني كل شيء، تخلى عني كل ألذين أقسموا أخوتي ألذين تزوجوا أصدقاء الطفولة وزملاء الجامعة شغفي بالمستقبل وأحلامه ضحكات الواحدة ليلاً والملامح التي أبحث عنها... أنا الآن في بداية عقدي الثالث وأشعر انّي أصبحت سيئاً جداً لقد ذهب جهد أمي بتهذيبي سدى، نعم لقد اصبح لدي كلاً من ريم، نها، هناء وأخريات لا أذكر الان أسمائهن، لقد تغيرت كثيراً لم أعد ذلك الذي يقرأ القرآن مساءاً، لم أعد ذلك لا يفهم الكلام اللاخلاقي بل أصبحت من رواده.. هذا أنا شابُ أنفصامي عجيب، متناقض بشكل مفرط، أحب الفتيات وأكره موضتهن، أعشق الوطن وأَلْعَن أبنائة، أهتم دوماً بدراستي وأحب كرة القدم، مبدع في الكتابة الغزلية ومدهش في السوداوية.