أن سقوط محافظة مارب بيد جماعة الحوثي سيغير من طبيعة الحرب وسيخلق تحالفات جديدة،تصب بمجملها في مصلحة جماعة الحوثي وحلفاءه. إن اسقاط هذه المحافظة العنيدة التي عرفت بشجاعة واستبسال ابناءها ،تعد ضربة قاصمة لمن تبقى من المدافعين عن الجمهورية و النظام الجمهوري،والمسمار الاخير في نعش ماتبقى من شرعية في الشمال.
السؤال الذي يطرح نفسه ماهو السيناريو المحتمل في حال سقطت مارب، والى اين ستكون وجه الحوثي بعد السقوط، وهل سيتوجه بمفرده ام سينظم إليه لاعبون جدد من من كانوا اعداءه بالامس؟هل سيتوجه جنوبا ام باتجاه الساحل الغربي؟ام سيكن له خيارا ثالثا؟
يبد في الوقت الحالي أن التوجه شرقا وتحديدا باتجاه سيؤن وشبوة هو الاسهل،نظرا لحالة الانقسام الذي يعيشه الجنوب بين الشرعية والانتقالي،وقد تحصل جماعة الحوثي على تواطئ من طرف الشرعية نكاية بالمجلس الانتقالي وداعموه من دول التحالف،حيث تدعي الشرعية بان للتحالف اطماع في السيطرة على المهرة وسقطرى وغيرها.
قد تتمكن جماعة من تحقيق تقدم باتجاه سيؤن وشبوة،ولكن في قادم الايام سيتغير الواقع ولا يستطيع البقاء فيها،وقد يتكرر مشهد دخوله وخروجه من عدن.حيث سيتيه في في تلك المناطق نظرا لاتساع مساحتها الجغرافية وغياب الحاضنة الشعبية لديه. كما قد يحاول التقدم من مكيراس باتجاه لودر مستغلا حالة الانقسام بين الجنوبين،وبالتنسيق مع الطرف المحسوب على الشرعية نكاية بالانتقالي.
اماباتجاه الساحل الغربي فهو يعلم بأنه من المستحيل تحقيق اي انتصار،نظرا لوجود مقاومة جنوبية حقيقية مسنودة بدعم قوي من التحالف العربي،سبق إن اذاقته المر والعلقم.
في حال سقطت مارب فقد نرى تحالفا علنيا بين الإصلاح والحوثي،اضافة إلى انشقاقات في صفوف قيادات الشرعية وانظمامهم إلى صفوف جماعة الحوثي،بحجة الدفاع عن الوحدة،وقد تنتهي بحرب جنوبية شمالية،يصعب التكهن بنتائجها الكارثية على الشعب والوطن.
لافشال مخطط الحوثي ،ينبغي على ابناء الجنوب التوصل إلى حلول ترضي الجميع،وانهاء حالة الحرب في شقرة،ونزع فتيل التوتر في كل المناطق الجنوبية،والاسراع في رص الصفوف،والاستعداد لصد اي هجوم حوثي او شمالي يستهدف الجنوب.