العدو الصهيوني يواصل خروقاته لإتفاق غزة: استمرار الحصار ومنع إدخال الوقود والمستلزمات الطبية    عدن.. هيئة النقل البري تغيّر مسار رحلات باصات النقل الجماعي    الدوري الاسباني: برشلونة يعود من ملعب سلتا فيغو بانتصار كبير ويقلص الفارق مع ريال مدريد    الدوري الايطالي: الانتر يضرب لاتسيو في ميلانو ويتصدر الترتيب برفقة روما    الشيخ علي محسن عاصم ل "26 سبتمبر": لن نفرط في دماء الشهداء وسنلاحق المجرمين    انها ليست قيادة سرية شابة وانما "حزب الله" جديد    فوز (ممداني) صفعة ل(ترامب) ول(الكيان الصهيوني)    تضحياتٌ الشهداء أثمرت عزًّا ونصرًا    الأستاذ علي الكردي رئيس منتدى عدن ل"26سبتمبر": نطالب فخامة الرئيس بإنصاف المظلومين    مرض الفشل الكلوي (27)    فتح منفذ حرض .. قرار إنساني لا يحتمل التأجيل    الأمين العام لجمعية الهلال الأحمر اليمني ل 26 سبتمبر : الأزمة الإنسانية في اليمن تتطلب تدخلات عاجلة وفاعلة    ثقافة الاستعلاء .. مهوى السقوط..!!    تيجان المجد    الشهادة .. بين التقديس الإنساني والمفهوم القرآني    الزعوري: العلاقات اليمنية السعودية تتجاوز حدود الجغرافيا والدين واللغة لتصل إلى درجة النسيج الاجتماعي الواحد    الدولة المخطوفة: 17 يومًا من الغياب القسري لعارف قطران ونجله وصمتي الحاضر ينتظر رشدهم    سقوط ريال مدريد امام فاليكانو في الليغا    الأهلي يتوج بلقب بطل كأس السوبر المصري على حساب الزمالك    نجاة برلماني من محاولة اغتيال في تعز    الرئيس الزُبيدي يُعزي قائد العمليات المشتركة الإماراتي بوفاة والدته    قراءة تحليلية لنص "مفارقات" ل"أحمد سيف حاشد"    مانشستر سيتي يسحق ليفربول بثلاثية نظيفة في قمة الدوري الإنجليزي    محافظ العاصمة عدن يكرم الشاعرة والفنانة التشكيلية نادية المفلحي    الأرصاد يحذر من احتمالية تشكل الصقيع على المرتفعات.. ودرجات الحرارة الصغرى تنخفض إلى الصفر المئوي    وزير الصحة: نعمل على تحديث أدوات الوزارة المالية والإدارية ورفع كفاءة الإنفاق    في بطولة البرنامج السعودي : طائرة الاتفاق بالحوطة تتغلب على البرق بتريم في تصفيات حضرموت الوادي والصحراء    جناح سقطرى.. لؤلؤة التراث تتألق في سماء مهرجان الشيخ زايد بأبوظبي    تدشين قسم الأرشيف الإلكتروني بمصلحة الأحوال المدنية بعدن في نقلة نوعية نحو التحول الرقمي    شبوة تحتضن إجتماعات الاتحاد اليمني العام للكرة الطائرة لأول مرة    صنعاء.. البنك المركزي يوجّه بإعادة التعامل مع منشأة صرافة    رئيس بنك نيويورك "يحذر": تفاقم فقر الأمريكيين قد يقود البلاد إلى ركود اقتصادي    وزير الصناعة يشيد بجهود صندوق تنمية المهارات في مجال بناء القدرات وتنمية الموارد البشرية    اليمن تشارك في اجتماع الجمعية العمومية الرابع عشر للاتحاد الرياضي للتضامن الإسلامي بالرياض 2025م.    الكثيري يؤكد دعم المجلس الانتقالي لمنتدى الطالب المهري بحضرموت    بن ماضي يكرر جريمة الأشطل بهدم الجسر الصيني أول جسور حضرموت (صور)    رئيس الحكومة يشكو محافظ المهرة لمجلس القيادة.. تجاوزات جمركية تهدد وحدة النظام المالي للدولة "وثيقة"    خفر السواحل تعلن ضبط سفينتين قادمتين من جيبوتي وتصادر معدات اتصالات حديثه    ارتفاع أسعار المستهلكين في الصين يخالف التوقعات في أكتوبر    علموا أولادكم أن مصر لم تكن يوم ارض عابرة، بل كانت ساحة يمر منها تاريخ الوحي.    كم خطوة تحتاج يوميا لتؤخر شيخوخة دماغك؟    محافظ المهرة.. تمرد وفساد يهددان جدية الحكومة ويستوجب الإقالة والمحاسبة    هل أنت إخواني؟.. اختبر نفسك    سرقة أكثر من 25 مليون دولار من صندوق الترويج السياحي منذ 2017    عين الوطن الساهرة (1)    أوقفوا الاستنزاف للمال العام على حساب شعب يجوع    أبناء الحجرية في عدن.. إحسان الجنوب الذي قوبل بالغدر والنكران    جرحى عسكريون ينصبون خيمة اعتصام في مأرب    قراءة تحليلية لنص "رجل يقبل حبيبته" ل"أحمد سيف حاشد"    مأرب.. فعالية توعوية بمناسبة الأسبوع العالمي للسلامة الدوائية    في ذكرى رحيل هاشم علي .. من "زهرة الحنُّون" إلى مقام الألفة    مأرب.. تسجيل 61 حالة وفاة وإصابة بمرض الدفتيريا منذ بداية العام    على رأسها الشمندر.. 6 مشروبات لتقوية الدماغ والذاكرة    كما تدين تدان .. في الخير قبل الشر    الزكاة تدشن تحصيل وصرف زكاة الحبوب في جبل المحويت    صحة مأرب تعلن تسجيل 4 وفيات و57 إصابة بمرض الدفتيريا منذ بداية العام الجاري    الشهادة في سبيل الله نجاح وفلاح    "جنوب يتناحر.. بعد أن كان جسداً واحداً"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تقرير يتناول مآلات تجدد واشتداد المعارك غرب مأرب بين القوات الحكومية والمليشيات الحوثية
نشر في عدن الغد يوم 22 - 08 - 2020

نموذج الجوف.. هل سيتكرر وتسقط مأرب؟
أين هو الجيش الوطني المجهز منذ سنوات؟!
غياب الحكومة والقيادات العسكرية.. كيف أثر على سير المعارك؟
لماذا لم تؤثر ست سنوات من الحرب على مليشيات الحوثي؟
تباينات التحالف.. كيف انعكست على الوضع في مأرب؟
القلعة الأخيرة.. هل تسقط؟!
تقرير/ بديع سلطان:
قبل أربع سنوات من الآن، كانت شعارات (قادمون يا صنعاء) تتصدر رايات
طلائع القوات الحكومية المرابطة على جبهات نهم، المتاخمة للعاصمة
اليمنية.
وكانت الأنباء الواردة من شرق صنعاء، تشير إلى أن الجيش اليمني بات على
بُعد عشرات الكيلومترات فقط من المدينة التي تتمركز فيها مليشيات الحوثي
الانقلابية.
وبالتوازي مع قوات الشرعية التي كانت قريبة من صنعاء حينذاك، أحكمت
الشرعية الخناق على المدينة من جبهتها الشمالية، محافظة الجوف.
الأمر الذي جعل صنعاء تواجه تقدم القوات الحكومية من الشرق باتجاه مأرب،
ومن الشمال باتجاه الجوف، لكن هذا الوضع العسكري لم يدم طويلاً.
فسرعان ما انقلبت موازين القوى في محيط صنعاء، بعد أن كان المشهد يوحي
بسقوطٍ وشيك للانقلابيين، الذين أبدوا تماسكاً غريباً، وبدأوا- منذ نحو
عامين- هجمات مضادة، استطاعوا من خلالها تحقيق انتصارات عسكرية مهمة.
حيث استعادوا عاصمة محافظة الجوف، مدينة الحزم شمال صنعاء، وأعادوا
سيطرتهم على تباب نهم، ودحر قوات الشرعية نحو الشرق، بل إنهم تقدموا نحو
مأرب، وولجوا عدداً من مديرياتها الغربية.
لم يخلُ هذا التحول في المشهد العسكري الميداني من علامات الاستغراب
والتعجب، وحتى الريبة، مما يدور في مأرب المدينة، وما يجري في جبهاتها
الغربية.
فبعد أن كانت القوات الحكومية التي تنطلق من مأرب نحو صنعاء قاب قوسين أو
أدنى من إسقاط عاصمة الحوثيين، انقلبت الموازين، وباتت مأرب، حاضرة
الشرعية وقلعتها الحصينة، هي المهددة بالسقوط في أيدي مليشيات الحوثي،
بعد أن أمّنت هذه المليشيات حدود صنعاء الشرقية والشمالية.
فما الذي يجري غرب مأرب؟، وهل فعلاً ستسقط حاضرة الشرعية وحصنها المنيع؟،
أم أن القوات الحكومية استعادت مؤخراً الكثير من المناطق التي خسرتها قبل
أشهر؟.
ليست تلك التساؤلات هي فقط ما يثار حولها الجدل، ولكن ثمة أمور تحتاج
لإجابات، مثل: التحول المريب في قوى الحوثيين، وأخذهم زمام المبادرة بعد
أن كانوا محاصرين شرقاً من نهم، وشمالاً من الجوف، وغرباً من جبهة
الحديدة.
بالإضافة إلى المستجدات التي شهدتها عدد من المحافظات المحررة، والتي
يبدو أن الانقلابيين الحوثيين استفادوا منها وسخروا أسبابها لمصلحتهم!.
معركة مأرب المصيرية
تنشط العديد من المواقع الإخبارية بالإضافة إلى المحللين السياسيين
والعسكريين، في الحديث عن احتمالات قوية بسقوط محافظة مأرب بأيدي
الحوثيين، خاصةً بعد اشتداد المعارك وتجددها خلال الأيام الماضية.
وما يعزز تلك التحليلات التهاوي المتسارع لجبهات شرق صنعاء، خلال الشهور
الماضية، بدءاً من جبهة نهم، التي تدخل جغرافياً وإدارياً في نطاق محافظة
صنعاء، وصولاً إلى سيطرة الحوثيين على عدد من مديريات غرب مأرب.
يأتي ذلك مع طرح بعض المحللين أسباباً إضافية قد تُسرع بهذا السقوط
المحتمل والمفترض، أحد تلك الأسباب التحول العام في سياسة التحالف العربي
وتعاملاته مع أطراف الحرب اليمنية، بمن فيهم الحوثيون.
وهذا السبب قد أثر كثيراً على مسار الحرب عموماً، ومجريات المعارك شرق
وشمال صنعاء تحديداً، والتي انتقلت حالياً لتشكل جبهة غرب مأرب.
حتى أن محللين أشاروا إلى وجود لعبة سياسية وعسكرية تقوم بها أطراف
سياسية محسوبة على الحكومة الشرعية للضغط على التحالف العربي، عسكرياً
وسياسياً؛ متعلقة بملفاتٍ أخرى، في مناطق مختلفة من اليمن.
لكن في المقابل يستبعد كثير من المراقبين احتمالات سقوط مأرب؛ نظراً
للعديد من العوامل السياسية والعسكرية.
أول تلك العوامل تكمن في امتلاك محافظة مأرب رمزية سيادية للحكومة
الشرعية، فسقوطها يعني سقوط الشرعية ذاتها، باعتبار المحافظة آخر المعاقل
القوية للحكومة اليمنية في شمال البلاد.
لذا يتوقع المحللون أن تستميت القوات الحكومية للدفاع عن هذا المعقل حتى
الرمق الأخير؛ عطفاً على مكانة مأرب السياسية والعسكرية والرمزية.
كما أن مأرب تعتبر بوابة مهمة للعبور نحو محافظات الجنوب، وأبرزها محافظة
شبوة، المتاخمة لمأرب، وتعتبر شبوة إحدى أهم قلاع الشرعية في جنوب
البلاد.
والسماح بسقوط مأرب تسارع سقوط (قطع الدومينو)، التابعة للحكومة الشرعية،
وبالتالي انتهاء شيء اسمه شرعية؛ لهذا يرى مراقبون أن معركة مأرب مصيرية
وذات أبعاد وتداعيات عميقة.
نموذج الجوف.. هل سيتكرر؟
ينظر كثيرون إلى محافظة الجوف بأنها محافظة حيوية، وإحدى حصون الشرعية
كذلك، إلا أن هذه الأخيرة تخلت عنها، وتركتها فريسة سهلة تسقط في أيدي
الانقلابيين الحوثيين قبل أشهر.
غير أن المتأمل لخريطة الجغرافيا السياسية والعسكرية الحالية لليمن، يرى
أن الجوف بمساحتها الشاسعة التي تغلب عليها الصحراء، لا تمثل عمقاً
استراتيجياً كما هو حال المحافظة المجاورة مأرب، بحسب خبراء عسكريين.
حتى أن مكانة الجوف الاقتصادية، واحتوائها على خزان نفطي ضخم، وفق تقارير
دولية، تقيدت بعوامل مجاورتها للشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية،
التي تتاخم الجوف من الجنوب.
كما أن هذا الحد الجنوبي، الذي بالمناسبة ما زالت مساحته تحت سيطرة
الشرعية، سيستدعي الرياض للدفاع عنه في حالة أي تقدمٍ حوثي نحوه، إذا قرر
الأخير المغامرة.
لذلك تبدو الجوف، والمكاسب المحققة من قبل الحوثيين فيها، بعيدة المقارنة
بمأرب التي تعد بمثابة العاصمة بالنسبة للحكومة الشرعية، وتعد رمزا حتى
بالنسبة للتحالف العربي في مسيرة حربه باليمن.
إلا أن هناك من يعارض هذا الطرح بكل سهولة، فالحوثيون يسعون حثيثاً
للوصول والسيطرة على كل ما تحت الشرعية من مناطق، واقترابهم سواء من
الحدود السعودية أم حدود جنوب اليمن، يعتبر نصراً مؤزراً بالنسبة لهم.
فهم يهدفون للاقتراب من الحد الجنوبي للسعودية؛ لتهديد الرياض عسكرياً،
عبر الجوف المحافظة الغنية بالنفط، وإحدى قلاع الشرعية، كما أنهم يسعون
للعودة إلى الجنوب مجدداً عبر مأرب، ومن ثم إلى شبوة.
أين الجيش الوطني؟!
وسط كل هذا الجدل حول مصير مأرب وحصون الشرعية الأخرى، يتساءل كثيرون عن
مصير القوات الحكومية المسماة "الجيش الوطني"، والذي تشكل منذ نحو ستة
أعوام، على يد التحالف العربي نفسه وتحت عينه.
فالتوغل الذي يقوم به الحوثي، ليس في مناطق مأرب والجوف وشرق وشمال
صنعاء، بل وحتى في البيضاء وعلى أطراف الضالع، يثير الكثير من الريبة
والشك في إمكانيات وقدرات القوات الحكومية.
وهذا الوضع دفع عددا من الصحفيين إلى وصف هذه القوات بأنها "جيش من ورق"،
لم يحقق تقدماً أو نصراً، ولم يحافظ على ما تحت يده من مناطق!.
ويُرجع مراقبون هذا التردي الحاصل في القوات الحكومية إلى عامل مهم، يكمن
في غياب قادات الجيش عن الميدان، واكتفائهم بإدارة المعارك (عن بُعد)، من
(غرف تحكم خاصة) في أرقى الفنادق العربية، يقول أحدهم.
بل إن البعض يتهم القيادات العسكرية في الحكومة اليمنية بتسجيل قوات
وجنود وهميين في قوائم وكشوفات المرتبات التي تنفق عليها السعودية ببذخ
شهرياً، دون أية نتائج على الأرض.
وهذا الوضع دفع عددا من القيادات الجنوبية في المجلس الانتقالي والحراك
الجنوبي، إلى اتهام القوات العسكرية الحكومية بعدم الثبات في مقاتلة
الحوثيين، وبدلاً من حماية مأرب يتم الدفع بقوات الشرعية ومقاتليها نحو
الجنوب لدخول عدن عبر شبوة وأبين، وفق تصريحات واتهامات جنوبيين.
غياب الحكومة
ثمة سبب وعامل لا يقل أهمية عن العوامل السابقة، يشترك فيه التحالف
العربي ذاته، وتسبب بإيصال القوات الحكومية أو ما يطلق عليها الجيش
اليمني إلى هذا الوضع السيء.
ويتمثل هذا السبب في غياب الحكومة اليمنية عن الداخل، وابتعاد قياداتها
ووزرائها عما يجري من أحداث سياسية وعسكرية على الأرض، واكتفائهم بالبقاء
في فنادق الرياض والقاهرة، وحتى أبوظبي.
وهو ما يعيق عمليات معالجة أية إشكالات قد تحدث أو تطرأ محلياً، كما أنه
يتسبب في تذمر المواطنين والجنود من الأوضاع المتدهورة اقتصادياً وأمنياً
وعسكرياً.
وهذا الغياب هو من خلف هذه التركة من الملفات الساخنة والثقيلة، وساهم في
تأخير الحسم العسكري، وتوفير متطلبات واحتياجات جميع الفئات المدنية
والعسكرية.
خاصةً وأن مرتبات منتسبي القطاعين العسكري والمدني، تعاني من التأخير
وأحياناً من عدم الصرف نهائياً؛ مما ينتج عنه هذه الحصيلة من الحصاد
العسكري في مختلف جبهات القتال.
ويشير مراقبون إلى أن المسئولية في غياب الحكومة، ترجع إلى سياسات
التحالف العربي، الذي باستطاعته إعادة رئيس البلاد وحكومته إلى الداخل،
بعد أن كان التحالف هدفاً لاتهامات عديدة في تورطه بمنع وزراء وسياسيين
من العودة إلى عدن وغيرها من المدن اليمنية، لمباشرة أعمالهم من هناك.
وهو الأمر الذي يجعل عدداً من الوزراء يستسيغون البقاء في الفنادق،
والعزوف عن تفقد أحوال الناس والجنود وجبهات القتال، تحت ذريعة منع
التحالف عودتهم، بينما الراغبون في العودة تقف أمامهم موانع التحالف
وحججه غير المبررة.
تغيُر موازين القوى!
كانت صنعاء قبل أعوام، تضج بشعارات (قادمون....)، التي أشعلت محيطها
وأطرافها القريبة من قلب العاصمة.
حينها اشتهر عن الحوثيين أنهن كانوا في حضيض قوتهم العسكرية، كما أن
علاقتهم مع حليفهم صالح وقواته لم تكن في أحسن حال.
وجميع تلك العوامل كانت كفيلة بتسهيل مهمة تحرير صنعاء وانتزاعها من يد
الحوثيين واستعادتها، غير أن شيئاً من ذلك لم يحدث.
ظلت جبهة نهم، شرق صنعاء، جامدة، رغم أن كيلومترات قليلة تفصلها عن
المدينة، لم تتقدم القوات الحكومية صوب صنعاء، كما لم تتقدم نحو الحديدة،
أو نحو صعدة.
وتأجلت معركة العاصمة، حتى استفاق اليمنيون على تغير مفاجئ في موازين
القوى، منح الحوثيين أسبقية المبادرة، ودفعهم لشن هجمات على قوات
الشرعية، رغم أنهم كانوا في موقف الدفاع لسنوات طويلة.
يعزى هذا التغير، كما قال البعض، إلى الدعم الإيراني واللبناني لمليشيات
الحوثي، في ظل حصار مطبق من قبل التحالف على المنافذ الجوية والبحرية
والبرية.
لكن مؤشرات أطلقها محللون كشفت عن تغير في أوراق اللعبة السياسية؛ أدى
إلى تغيرات في موازين القوى العسكرية.
استغلال الحوثي للخلافات
ثمة من يتهم التحالف بالتنسيق مع الحوثيين للانقضاض على ما تبقى من قلاع
الشرعية، خاصةً بعد تسريبات عن وجود تفاهمات ومشاورات، لم يعلن عنها، بين
التحالف والمليشيات في سلطنة عمان، وعدد من دول العالم، تخص ملامح
التسوية القادمة للأزمة اليمنية برمتها.
كما أن هناك من يتهم أطرافا في (حزب الإصلاح) محسوبة على الحكومة
الشرعية، بتحريك أجنحته العسكرية لتسليم مواقع عسكرية في مأرب وغيرها
للحوثيين، نكايةً بالمشاورات السعودية الحوثية.
فيما ثمة من يتهم الحكومة اليمنية ذاتها بالضغط على الرياض وأبوظبي،
والتراجع أمام الحوثي في نهم ومأرب؛ لتسوية الأوضاع عقب سيطرة المجلس
الانتقالي الجنوبي على عدن.
ويبقى المستفيد الحقيقي من كيل تلك التهم هو المليشيات الحوثية التي
يعتبر تقدمها خسارة فادحة ليس فقط للحكومة الشرعية، بل حتى للتحالف نفسه،
الذي جاء بهدف إعادة الشرعية.
ويرى محللون أن كل هذه الاتهامات والخلافات بين أطراف الشرعية هي من منحت
الحوثيين قوة، وزادتهم جرأة على تمردهم وانقلابهم.. مؤكدين أن ما حدث في
عدن قبل نحو عام، وخلافات الشرعية والانتقالي، ومواجهات أغسطس 2019،
وسيطرة الانتقالي على عدن وطرد الحكومة؛ ساهم في تحول المليشيات من الوضع
الدفاعي إلى الحالة الهجومية، والتقدم صوب مأرب والجوف والبيضاء وغيرها.
كما لم ينس المحللون الإشارة إلى الاختلافات بين الشرعية ودولة الإمارات،
القطب الآخر في التحالف العربي، والتي نالها نصيبٌ من الاتهام بالتواطؤ
لإسقاط مأرب؛ نكايةً بأحد أطراف ومكونات الحكومة الشرعية.
غير أن تلك الاتهامات تفندها علاقة محافظ مأرب القوية بأبوظبي، والتي
عكستها العديد من المواقف في مأرب وخارجها.
خلافات التحالف أيضاً!
لم تكن الخلافات التي ضربت أجنحة الحكومة الشرعية، أو الأطراف المحسوبة
عليها هي وحدها من أغرت الحوثيين ومنحتهم أسبقية في المبادرة العسكرية،
بل إن الخلافات والتباينات التي يعاني منها التحالف العربي نفسه،
والتفاوت في السياسات، وآلية التعامل مع الأطراف اليمنية هو الآخر أغرى
المليشيات الحوثية بالتقدم نحو معاقل الشرعية، ومنها مأرب.
فالمحللون والمراقبون يشيرون إلى وجود ما يصفونه بعدم الانسجام والتناغم،
أو التنسيق بين قوى التحالف الفاعلة في اليمن، على الأقل فيما يحكم
العلاقة مع الأطراف اليمنية المتناقضة.
ويبدو أن الحوثيين استفادوا من هكذا وضع، وعادوا مجدداً لتهديد البلاد
وقلاع ومدن الحكومة الشرعية، دون أن يحرك طيران التحالف ساكناً.
آخر القلاع
ينظر الكثيرون إلى مأرب بأنها آخر حصون الشرعية المنيعة، وأعتى قلاعها،
منذ الوهلة الأولى لسيطرة الحوثيين على صنعاء في سبتمبر 2014، كما ينظرون
إلى أن سقوطها بيد المليشيات، يعتبر إيذاناً بسقوط الشرعية ذاتها، ومن
ورائها التحالف العربي الذي جاء لاستعادة هذه الشرعية، وإرجاعها إلى
صنعاء.
تعليقات القراء
484992
[1] قطار الانتقالي فقط لاغير يمثل الجنوب
السبت 22 أغسطس 2020
الجنوب يجمعنا | حضرموت /دولة الجنوب العربي
الحوثي والاخوان هم فصيلة واحدة مجرد تبادل للادوار والدليل القوي صادق الأحمر وحميد الأحمر موجودين في صنعاء كلهم بيت واحد هم ابرز قيادات الاخوان بعد فترة بتلقاهم في خندق واحد كل هدة المسرحية عشان الجنوب ماينفصل وعشان التحالف ماينتصر عليهم وزعوا قواتهم شرعية وحوثي في الليل يسمروا مع بعض الصباح يطلعوا يصوروا انهم سيطروا على جبل كدا ثاني يوم الحوثي يسيطر هدا لعب لااكثر
484992
[2] ذر الرماد
السبت 22 أغسطس 2020
علي | شبوة
تقرير متهرب عن الواقع مشكلتكم التدليس والتهرب. الواقع ان مارب تدار من الداخل.. حكومةالإصلاح.. وفي نفسه يقين الهزيمه ويمنى في نفسه الجنوب.. هو الحل. البديل. على اساس قواته من شقره تكمل المهمه... اليوم استنزاف في شقره.. زايد اتفاق الرياض... يجبرهم الانسحاب.. يعني عدن.... بح.. وهناك مارب في وظع أقرب للهزيمه. غير اعلام يصتنع البطولات.. وتقارير من الغد تعيشهم في أحلام اليقظه... كل واحد يصلح بابوره.. للشرده
484992
[3] تحية لعدن الغد
السبت 22 أغسطس 2020
قاسم عبدالرب حريز |
وللمعلق رقم 1 وشكرا
484992
[4] برع يا جحافل عدن بانبني عدن من جديد
الأحد 23 أغسطس 2020
باضافعي | "الجنوب العربي"
عدن وأبين تحتلهما الأحزمة الإرهابية ومليشيات الانتقالي. أقفال الضالع لم تحرر الجنوب بل جيش السعودية والإمارات. حان الوقت لتنظيف عدن وأبين من جحافل الضالع ويافع وردفان احتلوا عدن منذ عام 1967 معظمهم بلطجية ونصابين مليئين بالكراهية ولا يسعون للتوصل إلى اتفاقات إلا عندما تضعف مواقفهم وعندما يحققون أهدافهم ينسون كل الاتفاقات والوعود. يجب ألا نثق بهم فهم وقحون ، بلا مبادئ ويمكنهم بيع أنفسهم مقابل المال.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.