سلسلة من الجرائم حدثت وتحدث في مختلف محافظاتاليمن ومديرياتها التي يسيطر عليها الحوثيون من جهة وحكومة الشرعية (المهاجرة) من جهة أخرى، تثبت بما لايدع مجالا للشك بأن الإنسان اليمني يعيش أسوأ فترات تاريخه الأمنية والعدلية والقانونية والنظامية. ما يحدث في اليمن من بشاعة الجرائم ما هو إلا نتيجة صريحة لغياب مؤسسات الدولة والنظام والقانون، وتتحمل كل الأطراف السياسية اليمنية ذلك دون استثناء. (جحيم الشباب) في اليمن يذهب الشباب اليمني إلى الجحيم رغما عنهم، فهم إما أن ينضموا إلى جبهات القتال، أو يقتلوا في الداخل نتيجة الفقر والحاجة وانعدام القانون ووجود الدولة، أو يغرقون في البحار والصحارى وهم فارون من جحيم اليمن، أو يعيشون نوعا آخر من الجحيم في دول أخرى..!! وهم بذلك يرسمون لا إرادياً صورة (اليمن السعير) وهو بالمناسبة عنوان لديوان الشاعر اليمني يحيى الحمادي. اليمن السعير هو الوصف الأكثر ملاءمة لحال اليمن والإنسان اليمني وأولهم الأطفال والشباب بلا جدال. (غباء سياسي) تثبت هذه الجرائم وهذا الوضع المنهار تماما، خيبة الحوثيين السياسية وغبائهم، وتفضحهم على رؤوس الأشهاد. كشفت الأيام والأحداث أن الحوثيين ليسوا أكثر من شرذمة متخلفة تقف خلفها حسابات سياسية عالمية، وأنهم أصغر بكثير من قدرات التمثيل السياسي للدولة بكل أنواعها، لأن العقلية السياسية الحوثية ليست أكثر من عقلية مليشيا دينية (ثيوقراطية) متخلفة، وكل المؤشرات تقول إنها وجود مؤقت في لعبة سياسية كبيرة جدا، من الصعب أن يفهمها الحوثيين. (الأغبري والغزالي) نموذجان من الشباب اليمني الذي صارع الفوضى التي يصنعها غياب الدولة حتى لقيا حتفيهما بلا رحمة، نموذجان صريحان لحالة انعدام الأمن أو وجود الدولة، نموذجان يصرخان في وجوه اليمنيين جميعا حول العالم، نموذجان يصرخان في وجه العالم بأسره عن غياب أبسط مقومات الحياة الكريمة في اليمن، عن مهازل ما تُسمى بحروب اليمنيين، عن قلة الرحمة، عن الأنانية التي تبدو طافحة في وجوه وجيوب السياسيين اليمنيين، عن قلة المروءة، التي طالما رسمت ملامح المجتمع اليمني وإنسانه. لا يجب أن تمر الجرائم في اليمن مرور الكرام، وإن كنت أشك في تغلب الحق على الباطل بوجود كل هذا الشتات والقبح. والله المستعان * صحفي وكاتب رأي يمني * مشرف قسم الرأي بصحيفة الوطن السعودية سابقا