تكافح المرأة اليمنية وتناضل منذ طفولتها وحتى مماتها في رحلة شقاء مرهقة. في الطفولة هي من تحضر الماء من الأودية والآبار، هي من ترعى الأبقار والأغنام، هي من تحصد على أفضل النتائج في المدرسة. تساق دون إرادتها في مرحلة ما قبل الثانوية أو حينها أو بعدها- إذا كانت محظوظة ونالت نصيباً من التعليم- إلى بيت زوجها، لا تستشار ولا يؤخذ برأيها ولا شروطها. في مرحلة الأمومة هي المسؤولة عن مصروف البيت إذا كان زوجها مفلس أو عاطل، تبيع ذهبها وأقراطها تمتلئ دفاترها بالديون لأهلها، لجيرانها، لصديقاتها ولكل من تعرف في الحي أو القرية. هي من تطبخ ومن تنظف ومن تحمل وهي الممرضة وقابلة نفسها عند الولادة. لا أستطيع أن أحصي أو أعدد ما تقوم به في رحلة الشقاء سأوكل المهمة إلى محمد دبوان المياحي لن يخذلني بالكتابة غداً عن تلك السيرة المرهقة. لكني أتساءل: هل يعقل أن نصدق القول بأن أكثر أهل النار من النساء؟!! ما الذي صنعته المرأة حتى تذهب للنار؟ وهل يعقل أن يذهب الرجال للجنة وكثير منهم من القتلة والمجرمون واللصوص والسياسيون والمسؤولون وقادة الأحزاب وتجار الدين والفاسدون والغشاشون والعسكريون ووووووو؟؟! في مراحل كثيرة يجب أن نستخدم عقولنا للتفكير، لا ما وجدناه من إرث قد يكون غير صحيحاً؟! إذا كان هناك فئة مظلومة في اليمن، فهن النساء اللاتي يكافحن بصمت وعزيمة وإصرار. رجاء: لا تقتنعوا أو ترددوا القول بأن ( أكثر أهل النار من النساء)، فتلك أحاديث موضوعة، فالإسلام ينظر للفرد وما عمله وصنَعه وليس لجنسه ونوعه!!