إصدرت القيادة المحلية للمجلس الانتقالي بمديرية حالمين محافظة لحج بياناً هاماً حول مستجدات الأوضاع في الجنوب فيما يلي نصه : بيان هام إن الأوضاع القائمة اليوم ، التي آل إليها جنوبنا الحبيب، والتي لا تُسرُّ عدوّاً ولا صديقاً ، وتزداد كل يوم تفاقماً وسوءاً .. ماهي إلا نتاج سياسات قذرة توالت وتتابعت منذ عقود مستهدفةً الجنوب الأرض والإنسان، وها نحن اليوم نعيش واقعاً سيئاً وصعباً بكل المقاييس، انهيارٌ في العملة، شبه انعدام للخدمات، انقطاعٌ للمرتبات، توقّفٌ للتعليم، وتهميشٌ للمعلم ولكل ما يمتُّ للعلم بصفة.. مرتباتٌ ضيئلةٌ لمختلف القطاعات لا تواكبُ التضخم الفظيع للعملة ، والغلاء الفاحش الذي أثقل كاهل المواطن المغلوب على أمره. هدمٌ للإنسان والبنيان، وعسكرةٌ للحياة المدنية، وحربٌ شعواء طالت المواطن الجنوبي ومسّت قضيّتَهُ وحريتَّه وكرامتَهُ .. وصولاً إلى لقمة العيش التي أصبحت سلاحاً لإخضاع وتركيع الشعوب الحرّة، ومحاولة ترويضها - ترغيباً وترهيباً - للتنازل عن ثوابتها الوطنية، وقيمها وفطرتها الإنسانية. إننا أمام هذا الواقع المرير، الذي نعيشهُ وشعبنا، في ظل عدو متعددٍ ومزدوج.. لم يعد لدينا سوى خيار واحد، وهو خيار المواجهة، فالأرض أرضنا، ونحن موجودون عليها، وليس هنالك قوة تستطيع إيقاف الشعب الجنوبي عن استكمال ثورتهِ المباركة، الممهورة بدماء الشهداء الأبرار الأطهار. إننا اليوم نقف على رهان البقاء أو البقاء ، وشعبٌ عظيمٌ كشعبنا الجنوبي ، لايمكن أن يقبل انتقاص مشروعه التحرري، الذي ثار لأجله مهما بلغ حجم الضغوطات والتحديات .. ومن هذا المنطلق والمبدأ الثابت ، نؤكد على الآتي : - إن الجنوب ماضٍ وبقوة في مشروعه التحرري، حتى نيل الاستقلال الناجز كامل السيادة على أرض الجنوب الحبيب، وبحدودهِ المعروفة قبل 22 مايو - 1990م. - إن الصمتَ عارٌ وكفرٌ، على هذا الواقع المزري، الذي يتجرعه شعبنا الصابر، مرّاً وعلقماً وقهراً..كل يوم .والتحرّك العاجل ، واتخاذ موقف جنوبي مشرف إزاء الواقع المعاش، أصبح مطلباً وواجباً حتمياً على قيادتنا العليا في الانتقالي الجنوبي، ونخص قيادتنا في الداخل، وذلك بعدما ساء الوضع، وبلغ السيل الزبى. - إن علاقتنا بالحليف يجب أن تُصحّح، وتُبنى على مبدأ الشراكة الحقيقية، وتبادل المصلحة ..ولاقيمة للشراكة في ظل استغلال الشريك وتحجيمه ولي ذراعه.. نؤكد إن صمت الحليم لن يستمر، وسينطق حقاً وعدلاً ،وإن غداً لناظره قريب. - إننا نشد على أيدي المفاوضين في الرياض، ونطالبهم بقوة وصلابة الموقف، والتعليق للتفاوض في حال استمر الوضع سيئاً جنوباً ، فأمامكم قضية مشروعة عادلة، ووراؤكم شعبٌ مستعدٌ لتقديم الغالي والنفيس انتصاراً لوطنه( الجنوب) ،ودماء شهدائه، وحقه في العيش الحر الكريم. - إننا نقف وبقوة مع شعبنا بجميع فئاته من عسكريين وأمنيين، وجرحى وأسر شهداء ، ومدنيين معلمين وأطباء ومهنيين وفلاحين وطلاب مدارس وجامعيين، وعاطلين عن العمل.. وكل الجنوبيين بمختلف اتجاهاتهم وتوجهاتهم، في نيل كامل حقوقهم، بعزة وكرامة .. فنحن أسياد هذه الأرض وأهلها وأوصياؤها، بقوة الحق المؤيد من السماء، وأصابعنا ما زالت على زناد الحرية والكرامة في طريق استكمال ثورتنا الجنوبية المباركة. - إننا نؤكد على تجاوز الشعب الجنوبي، لكل من يتجاوز أهداف ثورته ودماء شهدائه، فالشعب حاذقٌ فطن، قادرٌ على تمييز الغث من السمين، والصالح من الطالح ولن تنطلي عليه بعد اليوم أبداً ،تلك الشعارات البراقة ، والكلمات المنمقة.. بعدما شهد الواقع بزيفها، وشبع الشعب منها حد التخمة!! الرحمة لشهدائنا الأبرار والشفاء للجرحى الأبطال والحرية للأسرى والمعتقلين والنصر للجنوب وقضيته وشعبه