يمكنك أن تشعر بالألم وأنت تسمع عشرات القذائف والهاونات تسقط على أحياء تعز اليوم، يمكنك أن تحس بالوجع وأنت تسمع سيارات الإسعاف، بعد القذائف بفترة وجيزة تتجه صوب مشافي المدينة، نواح أم ثكلى، بكاء طفلِ يتيم، صياح أرملة أربعينية، وجدران متشظية بالرصاص أيضا، بإمكانها أن تجعلك تطعم المأساة، وتتذوق مرارة الألم بأجلى صوره. هنا حيث المدينة المخذولة، سوف تستنشق الدماء البريئة في الضواحي والحارات، في الأزقة وأبواب المنازل، في بقايا المباني المتأكلة إثر الحرب على أطراف المدينة حيث التخوم، في كل مكان ستلمس شيئا له صلة بالموت، آثار بارود على جدار تحطم وأكل طفلا أو طفلين، غرفة متهالكة التهمت ثلاث نساء، شارع ابتلع بعض المارة والإسفلت، وهكذا يا صديقي ستبقى عيناك تلتقط صور الموت، في أي مكان تقف فيه..! كهل يتخذ من الشارع في الليل بيتا ومأوى، طفلة تطوف الأحياء الموحشة لتسكِت جوع معدتها، وعويل أخواتها الصغار، شاب ناحل يتبارز مع عربة كبيرة، ينوي إقتلاعها من الأرض، ويقتلعها في النهاية مع اقتلاع آخر أحلامه وأمنياته، وهكذا لو ظللت يا صديقي تحدق في أعين الناس ستلحظ وجعا بالغا، وألما كثيرا، تهتز لهوله جميع أوصالك. هنا لابد أن ترى صور متعددة من المأسي والنكبات، حقائق متجذرة تحكي مسيرة الفناء، والذهاب ناحية المجهول، ذاك المجهول البعيد، والضياع اللامنتهي. #تاريخ_النكبة 21#سبتمبر_نكبة_اليمن_واليمنيين