أحمد سيف حاشد مشوار ضروري أردت القيام به ولأن حالتي الصحية لا تسمح استأجرت تاكسي، ولأن الطبيب سمح لي بالمشي مسافة 40 دقيقة في اليوم،ولأن صديقي فضل العيسائي قد دعاني للحضور في افتتاح مطعم شواطيء عدن "بيت المندي المطبخ اليمني" قلت سيكون هو مشوار الأربعين دقيقة على الأقدام، ولكن قبل أن أصل إلى العنوان المطلوب انتهى شحن البطارية وطفي التلفون وفقدت معرفة المكان الذي صرت إليه.. فقدت البوصة وفقدت معرفة المكان.. ضعت ودقيتها ساعتين مشيا على الأقدام.. شعرت ببعض الإرهاق والدوار.. شاهدت يمني لابس معوز وهو عائد بإبنته من المدرسة .. استحيت أن اطلب منه المساعدة إلى أن قال لي "من الأخ ؟" .. يبدو انه عرفني.. قلت له "أنا ضائع" هههههه.. ابتسم واحسست بثمة أمان قد توفر بعد فقدان.. الأن وجدت من يمكنه أن ينقذني على فرض وجود اي عارض او انتكاسة صحية. طلب أن أمهله قليلا من الوقت حتى يعود بإبنته إلى البيت وانتظره في الحديقة القريبة، وبعد أن عاد دقيتها معه ساعة ثالثة مشيء، وبعد أن كدت أن أياس استعنا بخاله نصر علي الجهيم الذي نقلنا بسيارته إلى العنوان المطلوب ثم الانتقال إلى محل إقامتي. في رحلتي تلك شعرت في البداية بصعوبة المشي وكأنني أكر صخره رابضه على صدري وأعلى البطن ولكن بعد ثلاث ساعات من المشي احسست إن الأمور باتت سالكة وأحسن من بدايتها التي كنت غير متأكدا انني أستطيع المشي أربعين دقيقة تتخللها عدة استراحات.. عموما كنت اظن أن حالتي الصحية قد صارت من خارج الله الله ومن داخل يعلم الله ولكن تفاجأت إنها الله الله خارجا وداخلا. الأهم انني سعدت بالتعرف على صديقين رائعين جديدين يفيضان ودا ومحبة وجمالا.. احسست إن القدر احيانا يكافئنا بعد امتحان وشدة.. اصدقائي الطيبين الجدد الذي أضمهم إلى قائمة اصدقائي الطيبين هما عبدالناصر الجهيم والأستاذ نصر علي الجهيم لهم ألف تحية وتقدير.. أحيانا القدر يخلق الأسباب على نحو تبدو شاقة ولكنها تؤدي إلى ما يريد ونريد.