بعد أن غاب عنا طويلا طويلأ اللواء الركن احمد البصر سالم رئيس أركان المنطقة العسكرية الرابعة رئيس اللجنة الميدانية لوساطة التهدئة للقادة العسكريين ، منذ زهاء خمسة أشهر ، وهو القائد العسكري والشيخ القبلي المحترم ونظيف اليد والماضي ناصع البياض . قررنا يوم الأربعاء 23 سبتمبر الجاري الذهاب إليه لزيارته في منطقته (المعطاف) بمديرية لودر محافظة أبين. استيقظنا صباح الباكر انا كاتب السطور والعميد الركن ناصر علي هادي مدير أمن محافظة أبين الأسبق والقائد المقدم أنيس حسن السويني والسائق الطيب محمد صالح والولد حسين ناصر. واتجهنا من عدن الحبيبة صوب محافظة أبين المنطقة الوسطى ، مررنا بالنقاط العسكرية لطرفي الصراع الجنوبي - الجنوبي الانتقالي والشرعية ولم نجد اية أذى منها بعد التعريف ببطائقنا عند الطلب. وصلنا شقرة قبل الظهر وتناولنا وجبه الغداء مبكرأ واخذنا القات لننطلق عبر العرقوب وعند مرورنا بجحين شاهدت معسكر اللواء 103 مشاة وداهمني الحزن عندما تذكرت قائده الراحل العميد الركن علي محمد القملي وهو من أفضل القادة العقلأء الذين لم يتحمسون لهذه الحرب الداخلية العبثية القذره بل كان من الرافضين لها إلى جانب اللواء محمد لبوزة وأحمد البصر والخضر مزمبر وفضل طهشة وعبدالله زيد وقائد عاطف وآخرين لاتسعفني اللحظة لاسمائهم. عمومأ وصلنا امصرة ومن هناك اتجهنا يمينأ في طريق ترابية صوب امعطاف تبعد عن الاسفلت نحو 9كم ووصلنا بعد 40 دقيقة إلى منزل الأخ الصديق اللواء أحمد البصر الذي استقبلنا بحرارة لاتوصف وإلى جانبية شقيقيه عبدالله ومرشد وولده مراد. كنا في رحاب القائد والشيخ القبلي الشريف والطيب والعقلاني المحايد الشجاع احمد البصر الذي استحق زيارتنا الخاصة لشوقنا إليه لا لشيء. والجدير ذكره أن الرجل قد فضل الاعتكاف في منزلة بمسقط راسة قرية معطاف قبل انفجار الحرب بعد جهود كبيرة ومضنية بذلها مع وساطة التهدئة لانتزاع فتيل الحرب ، وبالفعل نجحت الوساطة بامتياز لكن الحرب كان قد اتخذ قرارها فغضب البصر وتاسف وشعر بالقهر والحزن أن يفشل في وقف نزيف الدم ، ففضل مغادرة العاصمة السياسية المؤقتة عدن إلى مسقط رأسه ليعتكف هناك طوال هذه الأشهر ورفض عروض قدمت له للاشرف على قيادة المعارك فسخر من تجار الحروب وقال لايشرفني أن تلطخ يدي بدماء الجنوبيين ، وهناك صمد واعتكف في بيته بعيدأ عن باروت الحرب العبثية الخاسره والموت بالمجان في رمال أبين التي ابتلعت خيرة شبابنا وقادتنا . حسنأ أن اللواء أحمد البصر قد تعرض لمحاربة مادية وحرم حتى من حقوقة طوال هذه الفتره من الطرفين بغية تجويعة وتركيعة. وهو القائد العسكري الاكاديمي الكبير والشيخ القبلي لعدد كبير من القبائل وكان في موكب تشييع صديقة الصدوق علي القملي قد شوهد وهو يلقي النظره الاخيره على جثمانه والدموع تتساقط من عينيه. كان البصر قد زار القملي في إحدى ليالي رمضان وهو الوحيد الذي زارة بين كل القاده ويوم موته كان في حزن شديد. عمومأ بهذه الزيارة المباركة لواحد من خيرة رجالات الدولة شعرنا بالسعادة وقيمة الواجب وتناسينا تعب الرحلة والأهم انه سيعود إلى عدن في غضون الأيام القليلة القادمة. ويقينأ أن وجود شخصية وطنية مقبولة بحجم ثقل ووزن وتاثير وصدق نوايا احمد البصر سيلعب دورأ كبيرأ في معاودة جهود السلام ولملمة شمل الجنوبيين وتضميد الجروح وإلى جانبه نخبة من القيادات والوجهاء العقلأء الذين يمقتون الحروب الداخلية وصاروا حمائم سلام. بعد جلسة مقيل لساعات ودعنا عطر الذكر احمد البصر واتجهنا إلى عدن وهانا اكتب هذه السطور من منزلي فى عدن بعد وصولي بحفظ الله ورعايته .. وللحديث بقية ودمتم