اليوم بعد أن مرت فترة لم نكد نلتقط الانفاس فيها قلبت نهارنا ليلاً وليلنا نهار ، اختلينا بها وبانفسنا وغبنا عن الانظار وكانّ الكون خالي من سكان الارض تماماً ولا يوجد به إلا نحن ، فترة غيّرت مجرى الحياة بالنسبة لنا ، كيف لا ونحنُ نرى عقارب الساعة وهي تمشي رويداً على مهلها وكانّ العالم قد توقف عن الحركة ، ولكن اليوم وبعد أن مرت هذه الفترة بكل ما تحتوي ، ادركت أنها كانت تجربه مفيدة تعني لي الكثير ، ادركت تماماً أنها جُزء من الاحلام التي اسعى إليها وانتظرها بفارغ الصبر ، ادركت أنها من أجمل اللحظات التي عشتها وخضت تجربتها ، فيها تعلمت الذي لم اتعلمه من قبل او بالأصح الذي كنت اجهله. تعلمت فيها أن الصبر بلا حدود فمهما صبرنا لن يمل الصبر حتى نمل نحن ، تعلمت أن الوقت ليس كالسيف كما يقال وفقط ، بل إنه اشد فتكاً وقوة وسرعة ، تعملت أن الإجهاد لا يشبه الإجتهاد وليس هناك بينهما أي قرابة فليس كل من اجّهد نفسه يستطيع أن ينال ما اجُهد عليه ولكننا ننال بقدر اجتهادنا وليس بقدر جُهدنا ، تعلمت ايضاً أن الاحلام لا تأتي بمجرد الكلام عنها وأن السعي هوه أحد اسباب تحقيقها ، تعلمت أن المكوث لفترات طويلة بين الاوراق افضل بكثر من المكوث خلف شاشة الجوال ، وتعلمت ان بعثرة الاوراق ليلاً هي حرب العظماء الذي لا يشاركهم فيها أحد ، تعلمت وانا ذاهب إلى الامتحان أن الدعاء بهمسات الروح وصدق القلب يعد اكبر أسلحة العالم ، كما تعلمت وانا انتظر ورقة الامتحان أن الانتظار اقسى من الامتحان نفسه ، تعلمت أننا حينما نترك الاشياء ليس لإننا لا نطيقها بل لإننا لم نستطع أن تتقبلها عقولنا وافكارنا ، فترّكُنا بعض اسئلة الامتحان فارغة دليل على ذلك ، تعلمت أن جمال اللحظات تكمن في ضحكة الاصدقاء التي نُرفه بها عن انفسنا ونتجاوز بها عناء الوقت ، تعلمت أن النجاح ليس كل شيء فمهما نجحنا سنضل نطلب نجاح اخر وكان النجاح الذي حققناه لا يعني شي ، كما تعلمت ايضاَ أن الخسارة ليست كل شيء ولا تعني أن الحياة انتهت ، وتعلمت أن لحظات السقوط أجمل بكثير من لحظات الوقوف فعندما سقطت وجدت الايدي تحلق جانبي جميعها لكي تمنعني من الانحدار ، بينما عندما وقفت لم أجد من يمسك بي لانهم يرون أنّني استطيع فعل ما سافعله لنفسي وبدونهم ، تعلمت من غياب الشمس الذي عكست شعاع غروبها بياض الاوراق نهاية المراجعة ، أن انعكاس الايام وتداولها هي شمسنا الذي لم نعلم أنها ستشرق غداً. اما الان وانا احتسي قهوتي واكتب ما بداخلي من تعب وعناء ، انُظر إلى عقارب الساعة وهي تمر مسرعة فادركت فعلاً وكانّ العالم توقف خمس عشر يوما.