فجأة قالتها تلك الصغيرة : لماذا يعنفها كل يوم ؟ لمَ يمد يده عليها وصراخها يصل إلى مسامع الجيران ؟ لمَ يحصل لهن كل ذلك ؟ ألم يخلق الله رجالاً غيره لتلقي بنفسها إلى كل هذا العذاب والهلاك ؟ استغربت جدا من قولها؛ تعودت النساء ألا تعصي أمرا من أوامر زوجها حتى و أن صادر حقها في التنفس، تصمت لتخفى كل ذلك خلف ذاكرتها الموجوعة، الآباء لم يعلموا بناتهم الحرية، خوفا من العار، أو كأنهن خلقن سبايا لأزواجهن، فبعضهن لايجدن نصيرا وإن ذهبن بعد معاناة طويلة إلى بيوت أهلهن يتم إعادتهن بعد أن يقوم الزوج وكالعادة بالاعتذار، وبعد ذهابها إليه يكرر مافعله بالأمس بل قد يكون أقسى وأقسى، ولأجل أولادها تصبر وتصبر، اليوم لن نتعلم من الآباء سنتعلم من صغارنا من تفكيرهم فالكرة الأرضية ياعزيزتي مليئة بالرجال، لمَ تحكمين على نفسك بالضرب والأهانة وأن تنتزع كرامتك بين أربعة جدران، وإن لم تحصلي على ذلك الرجل الذي يحترمك ويقدس حريتك بالعيش الدافئ الكريم فلا حاجة لكِ به، فقط تعلمي وأنجزي واطمحي لتكوني رقما صعبا، وإن حصلتِ على لقب مطلقة فذلك أشرف ألف مرة من العيش في عداد الأموات .. كوني قوية وحرة . عيشي لذاتكِ فأنتِ تستحقين الأفضل