المأساة والحرب اليمنية تدفعها موجات الأعاصير العاتية بعيدا عن شواطىء الأمان والسلام ويحجبها دخان الحرائق الدولية والاقليمية الملتهبة اليوم حول العالم بعيدا عن أعين وإهتمام العالم. سيتعاظم التجاهل والإهمال الإقليمي والدولي لازمات اليمن الكبرى الكثيرة والمتفاقمة ويزداد غض الطرف عن الجرائم والمعاناة الانسانية المأساوية والشاقة التي يكابدها اليمنييون بلا رحمة ولا أمل في الخلاص. هناك حروب وأزمات واضطرابات جديدة اشتعلت في امريكا واوروبا واسيا وافريقيا والشرق الأوسط وأخرى قادمة. وكلها ذات أهمية استراتيجية وتكتيكية للدول العظمى والدول الأخرى المؤثرة في هذا النظام العالمي الذي يتشكل من جديد بصورة مغايرة عما عهدناه تفوق في نظرهم أهمية وفداحة أزمتنا الذي نحن اصحابها نتجاهلها بل ونفاقمها مما سيححب الأزمة اليمنية ومأساة مواطنيها عن أعين العالم، قدرته ورغبته وحاجته لمساعدة واليمنيين للخلاص مما هم في حرب واحتراب ، وقتل ودمار، وبؤس ومجاعة واذلال. فيما يظل اليمنيون غافلون عن كل ذلك وعن المصير الذي يحيق بهم بسبب استمرار الحرب والتمزق والانقسام والشتات، تغتنم بعض الدول إنصراف العالم عن الاهتمام بالحرب والمأساة الانسانية في اليمن لتمارس هوايتها ونوازعها الشريرة واللئيمة بتغذية تربة الصراع اليمني اليمني بالسموم والألغام وإقتطاع الأرض وتقطيع الانسان. كفى حرباً ايها اليمانييون واحترابا، كفى تمزّقاً وتجزّءً وشتاتا، كفى عبثا بوطنكم هذا وهدماً وإفتراسا. إفيقوا واستفيقوا من ظَلالِكم وغيّكم وجهلكم بما يُخطّط لكم اعداء أمتكم وينوي فعله بكم وبوطنكم وأمتكم هذه . حان وقت الصحوة والوحدة والانتصار لليمن كل اليمن، حان وقت التآلف والتناغم والانسجام والعيش سوية في أمن وسلام، حان وقت نبذ الفرقة والكراهية والأحقاد والأطماع، حان وقت التخلي بلا تردد ولا رجعة عن الاقصاء والإستعلاء والتهميش ورفع شعار اليمن بيت الجميع. فليمد اليمنيون أيادي بعضهم لبعض اليوم قبل الغد وقبل فوات الآوان. مالم ستندمون حيث لا ينفع الندم. والله على ما أقول شهيد. د./محمد الميتمي. 1اكتوبر 2020