«كاك بنك» يدشن خدمة التحصيل والسداد الإلكتروني للإيرادات الضريبية عبر تطبيق "كاك بنكي"    عدن: تحت وقع الظلام والظلم    ريال مدريد يتغلب على سيلتا فيغو في الدوري الاسباني    زرعتها المليشيا.. "مسام" ينزع أكثر من 1839 لغماً وعبوة ناسفة خلال أسبوع    بن بريك اعتمد رواتب لكل النازحين اليمنيين في عدن    حزب الله يبارك استهداف مطار (بن غوريون)    المجلس الانتقالي يحتفي بالذكرى الثامنة لإعلان عدن التاريخي    أعضاء من مجلس الشورى يتفقدون أنشطة الدورات الصيفية في مديرية معين    هيئة رئاسة مجلس الشورى تشيد بوقفات قبائل اليمن واستعدادها مواجهة العدوان الأمريكي    وفاة طفلتين غرقا بعد أن جرفتهما سيول الأمطار في صنعاء    اسعار الذهب في صنعاء وعدن الأحد 4 مايو/آيار2025    شركات طيران أوروبية تعلق رحلاتها إلى إسرائيل بعد استهداف مطار بن غوريون بصاروخ يمني    الدكتور أحمد المغربي .. من غزة إلى بلجيكا.. طبيب تشكّل وعيه في الانتفاضة، يروي قصة الحرب والمنفى    الوزير البكري يهنئ سالم بن بريك بمناسبة تعيينه رئيسًا للحكومة    أبو عبيدة:التصعيد اليمني على الكيان يتجاوز المنظومات الأكثر تطوراً بالعالم    وجّه ضربة إنتقامية: بن مبارك وضع الرئاسي أمام "أزمة دستورية"    محطات الوقود بإب تغلق أبوابها أمام المواطنين تمهيدا لافتعال أزمة جديدة    أطباء تعز يسرقون "كُعال" مرضاهم (وثيقة)    92 ألف طالب وطالبة يتقدمون لاختبارات الثانوية العامة في المحافظات المحررة    بن بريك والملفات العاجلة    هدف قاتل من لايبزيغ يؤجل احتفالات البايرن بلقب "البوندسليغا"    يفتقد لكل المرافق الخدمية ..السعودية تتعمد اذلال اليمنيين في الوديعة    ترحيل 1343 مهاجرا أفريقيا من صعدة    الجوع يفتك بغزة وجيش الاحتلال يستدعي الاحتياط    الأهلي السعودي يتوج بطلاً لكأس النخبة الآسيوية الأولى    لاعب في الدوري الإنجليزي يوقف المباراة بسبب إصابة الحكم    السعودية تستضيف كأس آسيا تحت 17 عاماً للنسخ الثلاث المقبلة 2026، 2027 و2028.    التركيبة الخاطئة للرئاسي    وادي حضرموت على نار هادئة.. قريبا انفجاره    أين أنت يا أردوغان..؟؟    مع المعبقي وبن بريك.. عظم الله اجرك يا وطن    العدوان الأمريكي يشن 18 غارة على محافظات مأرب وصعدة والحديدة    المعهد الثقافي الفرنسي في القاهرة حاضنة للإبداع    المعهد الثقافي الفرنسي في القاهرة حاضنة للإبداع    اعتبرني مرتزق    رسائل حملتها استقالة ابن مبارك من رئاسة الحكومة    نقابة الصحفيين اليمنيين تطلق تقرير حول وضع الحريات الصحفية وتكشف حجم انتهاكات السلطات خلال 10 سنوات    - حكومة صنعاء تحذير من شراء الأراضي بمناطق معينة وإجراءات صارمة بحق المخالفين! اقرا ماهي المناطق ؟    مقاومة الحوثي انتصار للحق و الحرية    مقاومة الحوثي انتصار للحق و الحرية    "ألغام غرفة الأخبار".. كتاب إعلامي "مثير" للصحفي آلجي حسين    اليمن حاضرة في معرض مسقط للكتاب والبروفيسور الترب يؤكد: هيبة السلاح الأمريكي أصبحت من الماضي    الحقيقة لا غير    مصر.. اكتشافات أثرية في سيناء تظهر أسرار حصون الشرق العسكرية    القاعدة الأساسية للأكل الصحي    أسوأ الأطعمة لوجبة الفطور    سيراليون تسجل أكثر من ألف حالة إصابة بجدري القردة    - رئيسةأطباء بلاحدود الفرنسية تصل صنعاء وتلتقي بوزيري الخارجية والصحة واتفاق على ازالة العوائق لها!،    الفرعون الصهيوأمريكي والفيتو على القرآن    صنعاء تصدر قرار بحظر تصدير وإعادة تصدير النفط الخام الأمريكي    مانشستر سيتي يقترب من حسم التأهل لدوري أبطال أوروبا    إصلاح الحديدة ينعى قائد المقاومة التهامية الشيخ الحجري ويشيد بأدواره الوطنية    غارات اسرائيلية تستهدف بنى تحتية عسكرية في 4 محافظات سورية    الكوليرا تدق ناقوس الخطر في عدن ومحافظات مجاورة    من يصلح فساد الملح!    الإصلاحيين أستغلوه: بائع الأسكريم آذى سكان قرية اللصب وتم منعه ولم يمتثل (خريطة)    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كان الرئيس قحطان الشعبي في الواقع بين فكَّي كماشة القيادات العسكرية من جهة، والجبهة القومية من جهة ثانية.. لماذا ؟
نشر في عدن الغد يوم 11 - 10 - 2020


متابعة وترتيب / الخضر عبدالله :
تنفرد ( عدن الغد ) بصحيفتها الورقية وموقعها اللالكتروني بنشر أبرز وأهم المذكرات االتي سبق ل" عدن الغد " أن قامت بنشر ها ( ذاكرة وطن - والطريق إلى عدن - القطار .. رحلة إلى الغرب- وعدن التاريخ والحضارة ) للرئيس علي ناصر محمد .
وفي هذه المرة ستقوم " عدن الغد " بنشر مذكرات جديدة من حياته ( جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية 1967-1990 ) .
وتعد هذه المذكرات الجزء الخامس من محطات وتاريخ الرئيس الأسبق علي ناصر محمد رئيس جمهورية اليمن الديمقراطية .
حيث يذكر لنا في مذكراته عن وقائع وأحداث وتغيرات المت بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية من عام (67- 90م ) حيث يقول الرئيس ناصر :" لا شك في أنّ قارئ هذه المذكرات سيجد نفسه مشدوداً إلى الماضي ومستغرقاً فيه، وربما تولّد لديه انطباع قوي بأنّ تجربة اليمن الديمقراطية لم تكن سوى صراعات عنيفة من أجل السلطة أو في سبيلها، وأنّ صفحات هذه التجربة لا تحمل ما يمكن الاعتزاز به، فضلاً عن أنْ ليس في تقديمها ما يمكن الاستفادة منه والتعويل عليه أو التفاؤل به... بقية التفاصيل من المذكرات نسردها في أثناء السطور وإليكم ما جاء فيه
قرارات زنجبار .. على ماذا تحتوي ؟
يعرض لنا الرئيس علي ناصر في هذا العدد حول انعقاد القيادة العامة في زنجبار اجتماعاً مهماً تدارست فيه الأوضاع وما نجم عن الحركة العسكريةحيث يستدرك ويقول :" لعل اللافت في أحداث العشرين من آذار/ مارس، أنّ القوى المحلية وبقايا الاستعمار البريطاني وأشدّ القوى المحافظة تضرراً من الثورة سرعان ما تعاطفت مع الحركة العسكرية، واستعدت للالتفاف حولها والعمل على إنجاحها. والملاحظ - في المقابل - أنّ عفوية التحرك الجماهيري وسرعة ردّ فعله قد أحبطتا إمكانية توحيد قوى الحركة الانقلابية. وهذا بدوره نبّه المجموعة المعارضة للرئاسة والقيادة العسكرية إلى ضرورة تعزيز ارتباطها بالشعب، مع ما شاب هذا التنبُّه من تطرف بلغ حدّ التهور للزجّ بالشعب في معارك ليست ناضجة.
ويضيف :" في الرابع والعشرين من الشهر عقدت القيادة العامة في زنجبار اجتماعاً مهماً تدارست فيه الأوضاع وما نجم عن الحركة العسكرية، وكانت أغلبية القيادة غير راضية عن إقفال ملف الأحداث، لكنها كانت تحبذ محاكمة العسكريين الذين قاموا بالمحاولة، وتوجه الاتهامات إلى رئيس الجمهورية، بالتعاون مع الحركة. وفي نهاية الاجتماع، كُلِّف الرئيس قحطان الشعبي مواجهة الموقف ورسم المعالجات الجدية، وأقرّ تشكيل لجنة لإعداد الدستور المؤقت. وتمخض الاجتماع عن عدة قرارات وتوجهات نُشرت في الصحف، وتضمنت ما يأتي:
- الوعد بقرب ظهور قانون الإصلاح الزراعي.
- تأكيد تنفيذ قرارات المؤتمر الرابع.
- التحقيق في ما حدث في 20 آذار/ مارس 1968م، واتخاذ الإجراءات تجاه كل من تآمر أو اشترك في تدبير الأزمة.
قانون الإصلاح الزراعي
ويردف بحديثه ويقول :" كان الرئيس قحطان الشعبي في الواقع بين فكَّي كماشة القيادات العسكرية من جهة، وأغلبية القيادة العامة للجبهة القومية من جهة ثانية. لا يريد مواجهة الأولى للاستقواء بها على الثانية، ولا يريد فتح معركة مع الثانية كي لا يقع في قبضة الأولى. وفي هذا المناخ السياسي المعقد، كان ثمة قلائل انشغلوا بقضية البناء ودفع عجلة التطور، إذ كانت مسألة السلطة، تركيبها، طبيعتها، هويتها والقوى المتحكمة فيها شغل الجميع الشاغل، وحتى حين أصدر الرئيس قحطان الشعبي قانون الإصلاح الزراعي في اليوم التالي لاجتماع القيادة العامة، كانت الأطراف جميعها ترى فيه مدخلاً إلى تطويق نفوذ الخصوم. كان القانون خطوة متقدمة يجب الالتفاف حولها لترجمتها إلى واقع، دون أن يعني هذا أنها خطوة متكاملة خالية من النواقص.
صدر القانون بمصادرة أراضي السلاطين والمشايخ والأمراء والحكام السابقين "على أن يكون للمستفيدين منها والقادرين على العمل في الأراضي حق الأولوية عند التوزيع"! وكذلك بمصادرة الأراضي المهجورة والتي لم تحرث خلال ستة أشهر من صدور القانون، وبتحديد الملكية بألّا تزيد على 25 فداناً من الأرض المروية والمشجرة، و 50 فداناً في البعلية، على أساس مبدأ التعويض "بعد 3 سنوات من تاريخ الاستيلاء".
شجع القانون قيام تعاونيات زراعية، وأولى اهتماماً بأُسَر الشهداء المعدمين والعمال الزراعيين المعدمين، وبالمهاجرين من المدن والصحاري.
أسباب بدواعي الصارع ما سببها ؟
ويسترسل في حديثه :" و كان القانون موضع انتقاد واسع، بعضه لأسباب تتعلق بدواعي الصراع، ولا تنطلق من الصدق والحرص على قضية التنمية، وبعضه الآخر من منطلق تحليل الثُّغَر الجدية وكشفها. ومما جاء في تلك الملاحظات الانتقادية، أنّ تحديد الملكية جاء "موسَّعاً"، وانتقد مبدأ تعويض السلاطين والمُلّاك الكبار، وتحميل المستثمرين المعدمين تبعات التعويض في المستقبل. وأشارت الملاحظات إلى إغفال العلاقات الإنتاجية في الريف، القائمة على الإيجار والرهن وغيرها، ما يرهق كاهل المنتجين الحقيقيين.
وكشأن أيّ قانون، فإنّ الأمر الأساسي في تطبيقه هو الأيمان به واستيعابه، وتفسير نصوصه بما يتلاءم مع روحه. كذلك فإنّ التطبيق يحتاج إلى أجواء من الثقة والاستقرار، ليس فقط لنقل النصوص إلى الواقع، بل أيضاً من أجل سدّ ما يعتريها من ثُغَر ونواقص. وبتعبير آخر، القيام بعملية التطوير المطلوبة في القانون.
من سوء حظ القانون، أو من سوء حظ الريف، بل من سوء حظ البلاد كلها، أنّ الأجواء والنفوس والعزائم لم تكن تساعد على تحقيق الخطوات التي رسمها القانون، فالكثرة لا تريده لأنها لا تؤمن به، والجهات الأخرى لا تريده لأنها تراه ناقصاً.
الجيش والسياسة... الشرخ الأول
عودة إلى لحج...
ويتابع حديثه قائلاً :" غداة انتهاء أعمال المؤتمر الرابع للجبهة، كانت الأوضاع متوترة في محافظة لحج، وكان عليّ، بوصفي محافظاً وعضواً مُنتخباً في القيادة العامة، أن أتعرف وأتلمّس الطرق الكفيلة بتطويق تلك الظواهر ومعالجة ما يمكن معالجته. وكان الأمر يتطلب - قبل كل شيء - منع انتقال الاحتكاكات وشعارات التحريض والتأليب السائدة في العاصمة وبعض المناطق الأخرى من الجمهورية إلى هذه المحافظة التي فيها من عوامل التفجير الداخلية والخارجية ما يكفيها.
عملتُ، أول الأمر، على ضبط الصراع الخفيّ بين الشرطة الشعبية والحرس الشعبي، ذلك الصراع الذي تراكم بسبب الحساسيات الوافدة من الصراع العام الدائر في البلاد، وعلى صعيد التنظيم. وأستطيع أن أقول إنني نجحتُ في كبح احتمالات الانفجار، أو بتعبير أصحّ تأجيلها، مستعيناً بخبرتي السابقة في العمل بين أبناء المحافظة ومعرفتي لخصائصهم ومزاياهم الحميدة، ولم أنسَ - ولو للحظة - ضرورة تجنّب ردود الأفعال، والحذر من أيّ عمل انتقامي بعيداً عن المعالجات المتوازنة والمواقف المبدئية.
نقل حسين الجابري وقائع الخطة التي دُبِّرَت للاغتيال في كمين على الطريق بين الحوطة وعدن .. فما الذي قال ؟
ويضيف في حديثه :" عشية العشرين من آذار/ مارس، يوم المحاولة العسكرية في عدن لإطاحة حكم الجبهة القومية، قطع بعض الضباط صباحاً خطّ الاتصال التليفوني الخاص بمنزلي في مدينة الشعب، فحال ذلك دون اتصالي بمقرّ قيادة الجبهة في صبيحة اليوم التالي. وقد حضرتُ اجتماع القيادة العامة الذي دعا إليه الرئيس قحطان الشعبي مساء ذلك اليوم عبر إذاعة عدن، وكانت المرة الأولى التي نسمع فيها بإغلاق أراضي وموانئ اليمن الديمقراطية براً وبحراً وجواً بصوت المذيع أحمد ناصر الحماطي.
لم أجد مفراً من أن أتوجه في ظروف محفوفة بالاحتمالات إلى لحج، مقرّ عملي، بهدف تهدئة الأمور ومنع التفجير هناك. وأتذكر رسالة فيصل عبد اللطيف إلى الرئيس قحطان، طالباً فيها مغادرة الرئاسة، وأنه لا يمكن المشاركة في اجتماع تحت حراسة الدبابات والمصفحات. وفي خطوة أولى، عزمتُ على تنظيم مهرجان جماهيري في الحوطة، بغرض تبصير الجماهير بالأخطار التي تحيق بالثورة، ومن أجل مزيد من الوحدة والتلاحم، وكان ذلك في نهاية شهر آذار/ مارس. عندما استشرتُ فيصل عبد اللطيف بالأمر، عارض الفكرة، مبدياً نوعاً من التشاؤم إزاء احتمال تجاوب المواطنين مع الدعوة إلى المهرجان، وأعرب عن خشيته من أنّ سمعة الجبهة القومية قد تراجعت بين أوساط الشعب، نتيجةً لأجواء التمزق والصراع وضعف مكانة الجبهة في الحوطة بتأثير جبهة التحرير، وبسبب مجمل الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي كان يمرّ بها الشعب. أما أنا، فكنتُ واثقاً من نجاح المهرجان، وقد تأكدت ثقتي تلك حين احتشدت الجماهير من كل حدب وصوب، وعبّرت بجميع الأشكال عن استعدادها لدعم مسيرة البناء والتقدم.
الحرص على أن تكون عدن هادئة ..لماذا ؟
ويضيف في حديثه :" ألقيتُ كلمة حرصتُ على أن تكون هادئة، بما يساعد المواطنين على الشعور بالطمأنينة واستئناف العمل والبناء وترسيخ تقاليد الأخوة والتضامن بينهم، والالتفاف حول الثورة. وعرضتُ آخر التطورات الداخلية والخارجية بعيداً عن شعارات التحريض وإثارة الكراهية والهلع. ثم ألقى أحمد سالم عبيد كلمة مهمة تناول فيها دور الجيش وأجهزة الأمن في حماية الثورة، وهاجم "مجموعة العقداء" التي قامت بحركة 20 مارس العسكرية.
لم أكن أؤمن بجدوى أسلوب العنف، ولا الخطابات "النارية" في معالجة القضايا الناشئة عن الصراع بين تيارات القيادة العامة للجبهة ومراكز نفوذها. آمنتُ بأنّ المشاكل الموصوفة بالخيارات المتعارضة يمكن أن تُحَلّ بنحو سلميّ بنّاء ومسؤول، سواء داخل الأطر القيادية للتنظيم أو خارجها. كنتُ واثقاً من أنّ العقل سيتمكن في نهاية الأمر من وضع المعالجات لمختلف المصاعب التي تواجه مسيرة الثورة، بشرط توافر المناخ الديمقراطي الذي يسمح للجدل والاجتهاد والرأي والرأي الآخر بأن تنمو وتغتني وتغدو مؤثرة وموحدة على أرضية الإيمان بقضية الشعب ومصلحة الثورة، وكنتُ أشمّ من رائحة التطرف مؤامرة لتمزيق الجبهة والوحدة الوطنية، وقد استمرّ هذا النهج الخفيّ التدميري لزمن طويل.
وحتى تكون لقناعاتي تلك قوة الحقيقة، وضعتُ نصب عيني أن أنقلها إلى الواقع بحدود مسؤولياتي ومهماتي المحددة في محافظة لحج، وفي إطار القيادة العامة، فعملتُ قدر طاقتي على أن أبتعد عن التعصب والشطط، وأن أبقي للمبادئ والثوابت شأنها ومكانتها، واعتمدتُ المرونة في التعامل مع الأفكار المطروحة والأسئلة التي تواجهنا، وحاولتُ مع رفاقي في مواقع العمل السياسي إيجاد طريق يفضي إلى تجسيد تلك القناعات، وكنتُ حازماً في كثير من الحالات التي أوجبت الحزم، دون أن أزعم أني نجحت تماماً في هذا المنحى الذي كان مشحوناً بالصعوبات والتحديات بما يفوق طاقة إنسان يجد رفاقه يشهرون على بعضهم السلاح، ويتبادلون الأحقاد والكراهية، ويبحثون عن ثُغَر لتوسيعها، لا للمساعدة على ردمها.
حسين الجابري ووقائع الخطة .
ويردف بالقول :" في تلك الأيام، وتحديداً في 28 نيسان/ أبريل، نقل إليّ حسين الجابري وقائع الخطة التي دُبِّرَت لاغتيالي في كمين على الطريق بين الحوطة وعدن، حيث كان يُرصَد تحركي بين موقع عملي والعاصمة. كان الكمين المقرَّر في دار سعد، غير أنّ الجابري لم يكن يعرف موعد التنفيذ، ما جعلني أواصل مهماتي وتحركاتي، لكن بحذر ويقظة. وفعلاً، أخبرني النقيب أحمد عوض في زيارته لمنزلي في مدينة الشعب، أنّ أجهزة الأمن كشفت محاولة عناصر في تشكيلات الحرس الشعبي، وبعض العناصر في الجيش والأمن لاغتيالي. لكن، ويا للمفارقة! هو الذي اغتيل بعد أسبوع من هذا اللقاء. ثم علمتُ أنّ أفراداً من جبهة التحرير عقدوا اجتماعاً في الحوطة، ناقشوا فيه فكرة اغتيالي أثناء زيارتي صفوف محو الأمية في مدرسة الحوطة الإعدادية. وكشف لي أحدهم في وقت لاحق، هو عمر العبد، أن خلافاً طرأ بين المجتمعين، بعد أن اعترض بعضهم على الفكرة، فلم يتفقوا في نهاية الأمر، ففشلت الخطة.
تعقد الامور في لحج من خلفها ؟
ويسترسل بالحديث :" في أيار/ مايو من ذلك العام (1968م)، تعقدت الأمور في لحج بسبب تصاعد الصراع بين المؤسسات التنفيذية، وبخاصة بين الجيش والحرس الشعبي، حيث اضطرت تشكيلات الحرس إلى الانسحاب من الحوطة إلى الضالع والحواشب تحت ضغط الجيش وتهديده. وحدثت بالمقابل تمردات على المسؤولية والأوامر داخل الجيش من قبل بعض الضباط، فتدخلت لدى وزير الدفاع آنذاك محمد صالح عولقي لنقل قائد وحدات الجيش في المنطقة "بن لحمر" بعد افتضاح دوره في تصعيد الصراع وفي الاتصالات الخفيّة مع بعض رؤساء القبائل وتنظيمات "رابطة أبناء الجنوب". وكان بن لحمر قد حشد مجموعة من رجال قبائل المنطقة، ونقلها إلى منطقة الثمير، بذريعة التدخل لحسم المنازعات هناك وتسويتها، فأثارت هذه العملية استياءً واسعاً دفع مأمور المديرية الشرقية صالح علي الغزالي، إلى طلب انسحاب المجموعة القبلية وعودتها إلى ديارها. غير أنّ بن لحمر اشترط للاستجابة للطلب إلغاء قوة الحرس الشعبي في الثمير، ومنع كل من علي عنتر وقاسم الزومحي من مغادرتها، وتحريم دخولهما إلى الحبيلين.
كيف .. رفع العلم الوطني على المنشآت بدلاً من علم الاحتلال ؟
وياتبع حديثه :" كانت قد انتشرت الفكرة القائلة بأنّ ثورة 14 أكتوبر لم تنتصر في الواقع، ولم يتحقق شيء سوى رفع العلم الوطني على المنشآت بدلاً من علم الاحتلال، وكانت الجماهير مستعدة لتلقف الفكرة، مع أنها لم تكن دقيقة بالكامل، ذلك لأن الجماهير لم تتلمّس حتى ذلك الوقت شيئاً من بركات الانتصار. وكان الوقت مبكراً جداً على مثل ذلك.
اندلعت في مدينة الشعب - بعد يومين من احتفال مايو - حوادث من نوع آخر:
تمرد بعض الجنود على الأوامر الصادرة عن قياداتهم العسكرية بتسليم أسلحتهم. كانوا يستشعرون رائحة انتقام، لذا فقد رفضوا تجريدهم من السلاح، بتحريض وتنسيق من المعتقلين الذين يناصرون الخط المعارض للرئيس في القيادة العامة، والذين كانوا ضحية حملة اعتقالات واسعة شنتها أجهزة الأمن في وقت سابق.
إزاء توتر الجو، كلف الضابط أحمد عوض، علي الزامكي المسؤول في مدينة الشعب، معالجة الأمر وتسوية القضية. وحين حضر إلى الموقع، طلب من الجنود تسليم أسلحتهم والكفّ عن تحدي الأوامر العسكرية، وعندما رفضوا، حاول إخضاعهم بالقوة والتهديد، ففتحوا عليه النار، فسقط قتيلاً مع اثنين من مرافقيه. واندفع الجنود المتمردون إلى مخازن السلاح لتوزيعها على طلبة كلية الشعب الذين انضموا إليهم، وطلبوا إلى المعسكرات الأخرى الانضمام إليهم ومساندتهم في تصديهم للقيادات العسكرية التقليدية ورفضهم أساليب الزجر التي يتعرضون لها. غير أنّ العملية لم تتجاوز تلك الحدود التي ابتدأت عندها بسبب ضعف التنسيق مع المواقع الأخرى وسرعة تحرك قيادات الجيش لاحتواء الموقف وإحباط العصيان، رغم أنّ مدينة الشعب كلها كانت تحت سيطرة الجنود، بل كلها تقريباً تتعاطف معهم ..(للحديث بقية ) !!

تعليقات القراء
496845
[1] انا لله وانا اليه راجعون
الأحد 11 أكتوبر 2020
د0مروان | عدن عاصمه الجنوب الابديه
علي ناصر كل مقال قال هو فعل وسوا له كمين واعطاهم فكره قاد معركه كل القيادات هربت وهو الوحيد السياسي والشجاع والملهم نصيحه لوجه الله اذا كان الكلام من فضه فالسكوت من ذهب روح شوف لك مسجد واعتكف لتفكير ما اقترفت يداك ايام معدوده ورجولك في القبر اصبحت مريض سلطه وتقزم من الرفاق وتقلل من حجمهم وتنشر جرائمهم وتامر بالبر وتنسى نفسك
496845
[2] للتاريخ جداريات وقحطان واولاده العبيد الاخدام يخفون جذورهم
الاثنين 12 أكتوبر 2020
عبد الله السلال السناني القاضي | تنزانيا القحطانية
قحطان الشعبي 25سنة يرعى الغنم وينظف الحمامات ويمسح احذية السلاطين وياكل من قمامة مطاعم سنان القاضي في عدن وتعز وينظف بنايات القاضي ويعمل وفيصل الشعبي امام حمامات سوق كريتر حلاقاً ومن قريته حافياً بجلود الاغنام للوصول الى كريتر لزكاة رمضان بوكالات القاضي الاغبري و يخفي جذوره التنزانية الافريقية الخادم وفضحته والدته عوني سالم التزانية قائدة فرقة الزار والرقص الجنوني الافريقي المنقول الى الصبيحةولحج واصبح تراثاً فنياً(المصدر الدكتور ناريس هيروبوجليل الزنجباري)


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.