أشتاق للجلوس مع نفسي ,أسألني كيف حالي ؟ أبادلني التحايا والمجاملات.. أسألني ..ماذا ينقصني؟ كيف يمكن أن أساعد نفسي للخروج من هذا الملل الذي أعيشه حاليا؟ لا أذاكر متى آخر مرة قابلت فيهانفسي . كل شىء حولي له ضجيج حتى الجدار ياعزيزي أشعر وكأنه ينبض من فرط الضجيج من حولي. أفكر أن التقي بنفسي وأسشتعر الهدوء المصطنع:... أستند على الكرسي أشعر وكأنها تتحرك وتحاول المشي بعيدا , من غير ارادتي,أنظر الى الحاسوب ضؤه متوهجا بشدة يسبب لي الصداع ويغرق عيناي بدمع لاذع كالأسيت يترك أثرا في في وجنتي فتفضحني الحفر الذ ي خلفها الدمع . أتسلل بأناملي خفية على الكيبورد حتي لا يصدر صوتا فأهمس على الحروف بهدوء تام، لكن لا الجدوى , الصوت مازال موجود رغم حذري الشديد , أرتبك قليلا لسماع طقطقة الكيبورد التي وقعها على أذني أشد من انفجار هيروشيما , لشدة ارتباكي حدث خطأ ما فيصدر الحاسوب صوتا مدويا يشوش تركيزي , نسيت أن أخبرك أنني كلما نظرت الى قارورة الماء التي وضعتها. بجانبي أسمع هدير الموج المتلاطمم داخل القارورة , وكانها ستنفجر بأي لحظه فيجرفني السيل العارم. أظن أنني لو فتحتها لأشرب لفاضت في وجهي ،وطمرت معالمه. أستدير يمينا بشكل دائري لسماع صوت مزعجا جدا، ظننت أن البناية بأكلما ستسقط علينا , وبعد تفحص أكتشف أنها الطابعه طبعت مستندا كنت أصدرت أمرا بطباعته ... فطبعته الآن من تلقاء نفسها . مللت من هذا الضجيج المتواصل الصادر من مولدات الكهرباء ،وطواحين الذرة والسنابل, ناهيك عن الأسئلة التي أتلقاها بين الفينة والأخرى , ومنها سؤ ال أرَق مسمعي ... كم الصرف؟ فما ان ألبث أجيب على الشخص , يبادر بسؤال أخر , جديد...قديم؟ ..لو قلت أنني أسمع هذا السؤال في الساعة ألف مرة ماكذبت.. قبيل المغرب أخرج للشارع علّي أتخلص من هذه الضوضاء , أجلس أمام أحد المحلات المحاذية لمقر عملي , أتفقد الشارع الخالي تماما إلا من كرسيا. . كرسي غزاها الصدأ وأكل من أرجلها فأصبحت تتأرجح ولا يمكنهاالثبات. ,أجلس على تلك الكرسي كي أراقب الغروب وتلك الأشعة العقيقية التي تميل الى الحمرة في لونها, لكن ياعزيزي لايوجد غروب جميل هنا لسنا في باريس ولا سويسرا.. أي منظر هنا والغبار يلفح وجهي ورائحة عوادم السيارات تجعلني أشعر بالغثيان, في مقربة مني أكياس فارغه تتسلى الر ياح باللعب بها ونقلها من مكان الى أخر من الشارع.. اتفحص وجوه أرباب المحلات ،وجوهٌ كالحة توحي باليأس وعدم الرضاء بحركة السوق... وجوه بئيسة بعد مضغها لتلك الشجرة الملعونة... وجوهٌ كلما تمعنت في النظر اليها أفضل البقاء في عملي بدل من تلك المناظر الكئيبة.. لا عصفور هنا يعود لأعشاشه ...منذوا شهر وأكثر لم أسمع عصفور يغرد في الصباح ولو عن طريق الصدفه. شارع غريب للغاية. حتى في اليوم الماطر تغرق في الشارع وتتزحلق في القاذورات...تكره النظر الى الشارع نفسه ..رغم وجود تجار كثر لو تكفل كل تاجر بإصلاح متر واحد لأوصلوه بتعز والقهراء... لا أدري كيف يحتلمون الأطفال حين يدخلون المنزل فيطبعوا الصالة بأثر أقدامهم القذرة. لا مكان هنا التجئ اليه لأسمع نفسي... كنت أسمعني في إتصال لأمي فينشرح صدري وأشعر أنني بخير.. أو إتصال لأخي الغائب في حضرموت لطلب العمل ومساعدتي ووالدي في تلبية إحتياجتنا ....رغم صغر سنه ...وضع في مكان غير مناسب فمن هم في سنه مكانهم الجامعات والمدراس وليس ساحات العمل الشاق... أما الآن بسبب إنقطاع وضعف شبكة سبأفون أنعدمت عليا الملاجئ ....الا من بصيص أمل بفراشي الذي أهرع إليه للخلاص من الضجيج .. أضع رأسي على الوسادة فيتهيأ لي أن هناك زلزال س من تحتي ....لا جدوى فالضجيج موجود في كل شبر هنا... .في العمل ... في الشارع.. في المنزل .... في داخلي أنا. لقد مللت بما يكفي لدخوولي مصحة نفسيه .. أحتاج أيام عدة لترميم نفسي من كل هذا الدمار .. أحتاج جلسة في الريف أستمع فيها لنشيد البلابل وخرير الماء وأستمتع بأشعة الشمس الذهبية. .أحتاج إعادة غرس العلاقة بيني وبين نفسي...التي أشتاقها كثيرا... نعم أشتاقني كثيرا، كثيرا جدا بحجم لاتتخيله أنت.