في مثل هذا التاريخ ال14 من أكتوبر من عام 1963م نفذ صبر الشعب اليمني على ظلم وغطرسة الاستعمار البريطاني المستبد والغاشم في جنوب الوطن فتدافعت جموع أحرار الشعب وثوارة من كل أنحاء الوطن للمشاركة في شرف إشعال فتيل الثورة وإعلان انطلاق شرارتها والشروع بأول مراحل التحرير. وباصرار وشموخ يضاهي ثبوت وشموخ جبال ردفان وشمسان نجحت إرادة الشعب وانتصرت الثورة المجيدة وحطمت اسطورة الإستعمار الذي لا يُقهر وغيبت شمس الامبراطورية البريطانية التي لا تغيب. إن نجاح ثورتي ال 14 من أكتوبر في جنوب الوطن لثورة ال26 من سبتمبر في شمال الوطن نجحنا بفضل الله وتضحية أبطال وأحرار الوطن في شماله وجنوبة...وهذه التضحيات الجسيمة التى قدمها الشعب اليمني وشهداء وجرحى ومناضلي ثورتي سبتمبر وأكتوبر بدمائهم وحياتهم وممتلكاتهم كانت ثمن للتحرير و الحرية والوحدة والعدالة والبناء والتنمية والنظام الجمهوري والديمقراطي والحياة المدنية والتنموية والمثالية. وكانت ثمن لأن يعيش الوطن بعزة وكرامة واستقلال ولأن يعيش الشعب في رفاهية وحضارة وتقدم.... واليوم وبعد مرور 58 عام من عمر ثورة ال 26 من سبتمبر و57 عام من عمر ثورة ال 14 من أكتوبر يعيش الشعب اليمني في أسوا عهوده وأتعس أيامه وسنينه وبعيداً عن أهداف تلك الثورتين المجيدين وعن تضحيات شهدائها الأبرار وخارج نطاق الحرية والتحرير والسيادة والجمهورية والنظام. نحتفل اليوم بالعيد ال 57 لثورة ال14 من أكتوبر بشكلا هزيل لا يليق بهذه الذكرى العظيمة ولا يتناسب مع مقدار المناسبة ولا يتلائم مع حجم التضحيات العملاقة التى قدمها الشعب من أجلها. نحتفل اليوم بذكرى ثورتي سبتمبر وأكتوبر بطريقة صورية وإهمالاً متعمد وخبيث وبصورة يغلب عليها الطابع الإستعماري والإمامي الذي نشاهده من خلال ممارسات ومناهج سلطات القمع والموت والهلاك التي استدلت مناسبات الأفراح والأعياد الوطنية بمناسبات العزاء والأحزان والأوجاع المريرة والتي غيرت مسار الحياة والتقدم والازدهار إلى مسار القتل والتخلف والانتحار.