السطوة على الآخر دون وجه حق كانت منذ أزمنة ساحقة قد دخلت المجال السياسي فأساءت لمصطلح (السياسة) أكثر مما أفادت إلا أن الناتج الأخير المتحصل جراء ذلك بقدر ما بدأ سلبياً على مصالح الناس والأموال العامة والحقوق الثابتة للغير لم يغير شيئاً لصالح أي من انتهاجات السياسات السلبية. ولما كانت السيطرة السياسية على مقاليد الأمور بأي بلاد تحتاج إلى رجال في الحالة الإيجابية فإن تلك السيطرة لم تكن تحتاج سوى أشباه رجال في الحالة السلبية كما هو الحال في الجنوب في ظل نظام الاحتلال اليمني وأكيد فإن الفارق بين الاثنين أمر واضح للعيان عند الرأي العام إلا أن استلام السلطات السياسية والجلوس الحرام على كراسي الحكم والمسؤولية قد شجع السياسيون السلبيون من النظام الحاكم أن يعوضوا عن انتهازيتهم عبر شراء ذمم متخصصين سطروا لأولئك الحكام والمسؤولون كلمات الثناء والمديح وجعلوا من الجبناء بين هؤلاء أبطالاً تاريخيين إلا أن أبلغ كلمات الوصف عن أي نظام سلبي بقيت متداولة بين أبناء المجتمع الذي يحكمه ذاك النظام السلبي وأعضاء فريقه من الانتهازيين والاستغلاليين وهي كلمات عكسية بمعناها عما يقوله الإعلام المأجور لدولة الحاكم ذاك أو المجبور على الخنوع لهذا النظام . وبدء يمكن القول أن امتهان المجال السياسي أي جعل بعض الأفراد السياسة مهنة عيش لهم تكاد أن تصبح ظاهرة متفشية ووباء قاتل قتلت معنى الفكر السياسي , وهكذا فإن توهج بعض أسماء المسئولون السلبيون الكبار منهم أو الصغار عبر أجهزة الإعلام الرسمية لا تعني شيئاً حين سيحكم التاريخ عليهم. وليس هناك أي اعتقاد أن التاريخ يعيش رقعه الأخير بل سيبقى حياً ليقول: كلمة الفصل ربما خلال فترات قليلة من السنين بالعديد من السياسيين في نظام اليمن الشمالي الذين نهبوا الجنوب بخيراته وموارده وكل ذلك باسم الوحدة واستغلال كلمة السياسة. إن الناس الطيبون بكل مجتمع يعرفون جيداً من هم أبطال بلدهم الحقيقيين ويتناقلون الأحاديث والقصص عن إيثارات بطولاتهم وتضحياتهم في سبيل وطنهم وشعبهم وهم بذاك يتربصون لأول سقوط طبيعي لأولئك الممتهنون السياسة السلبية من خونة الشعوب الذين فقدوا شخصياتهم حين ارتضوا أن يكونوا محتلون لبلاد غيرهم وأشداء على بني جلدتهم ومسببين لهم المواجع والفواجع وما الفواجع الكبرى التي أكيلت للشعب في الجنوب عبر الحرب الطاحنة التي شنها ذاك النظام على الجنوب دون ذنب إلا صورة صارخة من صور الظلم السياسي السلبي. إن المجتمع الجنوبي السوي مازال يحتفظ بمناعة نفسية عامة ويتطلع إلى المستقبل بثقة وتفاؤل وصبره على المظالم الرسمية لديه لا تشكل أكثر من عوارض لا بد من نهاية لها لذلك ترى المجتمعات تعمل على الابتعاد بقدر الإمكان عن مواقع التوتر السياسي على اعتبار أن الحكمة تقتضي ذلك والاستمتاع بمشهد سقوط الظالمين هي لحظة إذا ما أتت بمشيئة القدر فإن أحداً لن يستطيع إيقافها وهذا ماشهدناه متجليا من خلال المليونيات العظيمة التي آخرها مليونية 27 – 04-2013م. لقد أمتاز أصحاب المهن السياسية السلبية دوماً على محاكاة أطماعهم ورذائلهم ولم يميزوا بين حق وباطل حتى ما اقتضت مصالحهم ذلك والحقيقة أن أزمة هؤلاء السياسيين النفسية كظالمين هي في الواقع أكبر من أزمة الناس العاديين كمظلومين فالظالمين لم ينم لهم جفن في الليل ويتوقعون الهجوم عليهم وهم على أسرة نومهم في حين أن الناس العاديين ينامون قريرو العيون ويشكرون الله سبحانه وتعالى على (كونهم مظلومين وليس ظالمين).
لقد استطاع ممتهنو السياسة السلبية والمتاجرون بالمبادئ والمفرطون بحقوق مجتمع وأرض (محتله) الذي وصل إلى حد الفضيحة وفي ضوء المتغيرات الدولية فإن ما يبدو وعلى العديد من السياسيين في نظام اليمن الشمالي أنهم لم يستطيعوا النهوض بواقعهم السياسي الأليم وهم ربما يعانون من عدم كيفية أن يتخلصوا من حبهم للأنانية وحب الاستبداد والذات. وممكن القول أن حالة من الهستيرية تصيب نظام اليمن في الشمال الذي انتهج السياسة السلبية وتنفيذ ما تمليه نفسه من الأنانية لأنه يعرف أن التاريخ يعيد مجراه والظلم مصيره الهاوية والجنوبيين مصيرهم العودة إلى أرضهم الجنوب والعيش في ظل دولة مستقلة لا تعاني الظلم والقهر .....الخ بل العيش تحت جناحي الديمقراطية والمؤاخاة والحرية والسلام التي يأمل به الشعب في الجنوب منذ أعوام. لذلك إن الضربة التي تقصم ظهر السياسيين السلبيين في نظام الاحتلال الشمالي بدأت تشحذ السيف لتوجه ضربتها القاسمة ونفوس الجنوبيين بدأ الصبر ينفذ منها لهذا أيها النظام ويا أيها السياسيون السلبيون! اليوم الذي كنتم تحلمون به بدأ يتحقق والكابوس الذي حرمكم النوم الهنيء سيلازمك إلى أن يرى الجنوبيين بلادهم الجنوب تعود لهم محرره ومستقلة وذات سيادة على جميع أراضيها المحتلة الشرعية شئتم أم أبيتم فالمجريات والعوامل على الأرض خير دليل على ذلك. وفي الختام التحية لجميع الجنوبيين الأحرار والرحمة لشهدائنا الأبرار والحرية لجميع أسرانا الأبطال..