لطالما كذّبَ ناطق التحالف قطعياً؛ كل الروايات الحوثية التي تتحدث عن أسرى حرب من القوات السعودية أو السودانية؛ المشاركة في القتال اليمني. لا تمر لحظات قليلة؛ من بث قناة المسيرة لأي فيديو يحمل صور لأسرى حرب؛ تقول أنها لجنود سعوديين_سودانيين، حتى يسارع الإعلام السعودي الرسمي وبقية المواقع والقنوات التابعة له بنفي الأمر تماماً، والادعاء بأنها صور تفبركها الجماعة؛ لا أساس لها من الصحة. مع عملية تبادل الأسرى الجارية بين الشرعية_والحوثي، والتي تشرف عليها الأممالمتحدة، برز خبر مهم للغاية؛ مفادة: وصول 4 أسرى سودانيين و 15 أسيرا سعوديا إلى قاعدة الملك سلمان بالرياض. طبعاً الخبر صادر عن ناطق التحالف في اليمن. للأحاطة بخيوط الأزمة اليمنية المتداخلة والمعقدة، ولفهم لما يحدث يمنياً؛ يحتاج الأمر أولاً؛ للتصالح داخلياً مع الوضع؛ ولو بدا مخالفاً لما تتمناه، ولو عاكس أحلامك. ثم يتطلب قراءة جريئة للسرديات الوطنية_وما أفرزته لنا حرب خمس سنوات. طبعاً، وهذا يبدأ قبل كل شيء، بالاعتراف بالحقائق والأقرار بها؛ ولو كانت صادمة: -الحوثي تفوق على خصومه أخلاقياً_وميدانياً، في المجموع الكلي للمعركة حتى اللحظة. -الحوثي سيء للغاية، غير أن من يقف في الجهة المقابلة أسوأ منه. -تتصرف الجماعة الحوثية كما لو كانت دولة، ويظهر التحالف كعصابات لا حصر لها. -يقدم الحوثيون أنفسهم لليمنيين وللعالم ككيان واحد صلب، بينما يتوزع خصومه كجماعات متناثرة وكنتونات متفرقة؛ تتقاتل حتى فيما بينها. -يتعامل التحالف مع اليمن كما لو كان مستعمرة تابعة له، ويقدم الحوثي نفسه كطرف وطني منقذ. -الإعلام الحوثي أكثر تواجداً من إعلام التحالف والشرعية، والمسيرة أقوى فاعلية من قناة الحدث وسكاي نيوز والقنوات الرسمية التابعة للحكومة الشرعية. الحوثيون: جماعة فاشية هشة وضعيفة ومنقسمة على نفسها؛ كان هذا إلى ما قبل تدخل التحالف العربي. التحالف، هو من صنع من هذه الشرذمة القليلة دولة وشعب؛ بتدخله السلبي في اليمن. لم يكن الحوثي يوماً؛جماعة ذا شأن ولا حتى عصابة شجاعة تمثل هذا القلق الحاصل.. خصومة الحمقى من عمل منه عصابة خطرة للغاية، هم من ألبسوه رداء البأس والقوة الذي أذعن لهما ملايين اليمنيين. الأعراب، من جعل من شرذمة صغيرة تسكن الكهوف، جماعة فاشية خطرة على شكل دولة صغيرة.