يحاول شباب الأمس، كهول اليوم أن يزجوا بأشبال الحاضر، في المعاناة التي ترضوا لها هم من أساتذتهم والمجتمع، الذي حاطهم أنذاك، بطريقة كما لو بدت إنتقامية! التصرافات التي تمارسها أنت على طفلك، من الطبيعي أن تنعكس على أحفادك بالمستقبل. وهذا لأن الأبناء يصابون بعقد نفسية جراء التصرفات السلبية التي تعرضوا لها، وبتلقائية يجدون أنفسهم يتحركون خلاف ما يعارضونه عقليا، تلك التصرفات السابقة ذاتها؛ لكأنها جينات وراثية خارج قدرة العقل. لدينا اليوم الكثير من الكهول الثقافية التي تجد نفسها وببساطة وريثة لتلك التصرفات التي كانت تمتلكها النخب الأكاديمية قبل أن يصلوا لدرجتهم العمرية. وبتعميم مطلق، كسول، فاقد لكل معايير الدقة، بعيد عن المعرفة بحياة الشاب الذي يحاوره؛ يريد بطريقة أتوماتيكية: عادك صغير! لست أهلا للحديث أو النقد! لا يكفي أن تجيد حياكة الكلمات والتلاعب بالألفاظ لتتحدث حول تلك الفكرة! لم يمر على تخرجك عام واحد! وهكذا دواليك لا يفتون يرددون إنا آباءكم فحافظوا على ما سنتركه لكم ولا تنبسوا بحرف لا تتوافق معه عقولنا! الكثير من الأكاديميين هم في حقيقة الأمر مجرد آلة حافظة للكلام ولا تعطي أكثر منه، لا يعرف البعض منهم أو يتعمد أن لا يعرف أن القرن الواحد والعشرون صنعته عقول شابه لم تتجاوز عقدها الثالث. انظروا في الابتكارات والاكتشافات وكل شيء يساعد على قوام الحياة من رنة الهاتف إلى مسمار الساعة!! النخب المسنة الشبيهة بالحواسيب لا يمكنك أن تخرج منها مفيداً، حتى تضغط على زر المشغل والبحث. لهذا يا معشر الشباب علينا أن نتبع الطريقة ذاتها معهم علنا نجد ضالتنا. وأثناء عملية الضغط علينا مراعاة حساسية الآلة حتى لا تتكهرب أو تغزوها فيروسات الأنا المتضخمة، وعادات الجاهلية التي وجدوا آباءهم لها حاملين؛ فتفرمت كل أفكارهم التي تسيطر على عنواين مقالاتهم وإصداراتهم.