الرجال الذي يستحق منا الف تحية , واضعاف مضاعفة من الاحترام والتقدير , استاذي واستاذ جيل من الستينات والسبعينات في مدارس عدن و المعلى , انه الرمز اليساري المعتدل والرجل النقابي والحقوقي الاستاذ القدير محمد عبدالواحد , هذا القامة التربوية الذي قدم لنا الوجبات الاولى في التربية الوطنية في سن مبكر , وفي السنوات الاولى من حياتنا الدراسية , تعطرنا بوعيه السياسي , وكان في قمة تألقه الفكري والثقافي , وهو ينير العقول في مرحلة حرجة من تاريخ عدن , كانا نتشوق ونتلهف لحصصه الدراسية , وهو يزرع فينا حب الوطن ونكران الذات والانانية , ويحكي لنا تاريخ الامة ونضالها ضد الغزاة , ويزرع فينا روح الفداء للحرية والاستقلال والسيادة الوطنية , كان منبر ثقافي وفكري وسياسي , تعلمنا منه الانخراط في النشاط الاجتماعي والسياسي والمدني . اختار ان يكون قوميا يساريا اتحاديا , وكان ذلك الاشتراكي المعتدل والقائد , وذلك النقابي والحقوقي الصلب , كان على رأس المجلس العمالي في عدن , عمل بكل جهد حتى سن متأخرة من العمر , لم يشعر يوما بالإرهاق , بل كان يعانق النضال النقابي كعاشق ,ناكر للذات منفتح على الجميع , وهو يروم للتحرر من الجمود والتخلف حينها , ويبلغ سقف الالتزام المؤسسي على جروح الوطن , هكذا كان منتوج يساري تقدمي , سقى اجيال من علمه وتجربته هم اليوم في مواقع هامة سياسية وثقافية وفكرية , كان فخرا ولازال فخرا بكل عطائه وثمراته على ارض الوطن . استاذنا الفاضل , نحن نتاج لجهودك , وثمرة من ثمراته , وتسلحنا من تجربتك النضالية , وما قدمته لنا من أفكار كانت بداية لمشوار طويل من النضال السياسي والتربوي والنقابي والحقوقي , وعلى دربك سائرون . يا رفيق الدرب والعمل , كم كانت صدمتنا مؤلمه ونحن نشاهد تلك الصورة وانت في غرفة الانعاش , ونرى وضعك الصحي الحرج , وإهمال السلطة والحزب والرفاق , وتلاميذك ومنهم من هو اليوم على مقربة من مصدر القرار , صدمة في زمن لا حولا ولا قوة لنا فيه , زمن تقسَوا علينا فيه الحياة و تجرفنا في طريق الأقدار , صدمنا ضعفا , لو كانت لنا سلطة على الاقدار لما سمحنا للمرض يتوغل في جسدك النحيل ويعذبك , زمن ما بمقدورنا فيه غير ان ننادي رفاقنا وزملائنا والسلطة واصحاب القرار , ان يكونوا في مستوى المسئولية اتجاه مناضل وتربوي ونقابي عتيق , كان يوما منقذ للأخرين , و الدعاء لك بالشفاء , ممزوجا بالحزن والالم على ما أصابك , والامل في الله وحده القادر على يخفف من عذابك , ويشفيك ويعافيك لتعود لعدن صحيح معافا , وكم نشتاق اليك استاذي ورفيقي محمد عبد الواحد .