القدر ما منه مفر وإن طال العمر او قصر ، فالقدر سيف حاملة أعمى لا يميز ولا يفرق بين مثقف وجاهل او فقير وغني او طفل وعجوز ، وينفذ أمره في أي وقت وفي أي مكان ، وانا رضيت بقدري ياصديقي الدكتور ورأضي بحصة الأسد من المعاناة طوال حياتي الماضية ، فيادكتور لا تبخل علي بعلمك وخبرتك فحالتي مستعصية صعبت على كل دكتور وبروفسور وحتى طبيب الأعشاب ، ولم يعد أمامي سوى انت بعد الله ، طبق علي كل مادرست وكل ماكسبته من خبرة في مجال الطب ، وإن تطلب الأمر الكي او قطع او نزع عضو فلا تقلق ولا تهتم ضحي بأي شي من أعضائي لأجل لا يورث أولادي ماورثته ، فلا تحرمني من حلم حياتي برؤية أولادي وأحفادي يعيشوا حياة هنيئة بسيطة تخلو من هموم المعيشة وحياة مزخرفة بالدماء حتى يوماً واحداً فقط.. قال الدكتور لي : لا تيأس ياصديقي فالطب تطور وأصبح الصعب أسهل من السهل ، من ماذا تعاني وماذا يؤلمك ومن متى؟ قلت يادكتور : معاناتي بدأت منذ ولادتي وحالتي يوم بعد يوم تسوأ أكثر وأكثر ، وأشعر دائماً بالتوتر والقلق وبعض أوقات بالزهايمر الذي ينسيني سبب معاناتي السابقة والتي أعيشها حالياً ، وأيضاً التناقض بين أفكاري وأعمالي وولائي الوطني فلساني ينطق بالوطنية وأفكاري وأعمالي عكس ذلك.. ومايدهشني أن جسدي غير مستقر والسبب أن أعضائي فيما بينها مختلفة في اداء وضيفتها وكأن هناك مماحكات فيما بينها او عناد وراثي ولا يمكن لأحد من أعضائي أن يتنازل للعضو الأخر ليؤدوا مع بعض وضائفهم الجسدية ، فرغم علمهم بأن لا يمكن أن يستغني عضو عن الأخر لاجل يستقر الجسد وتستمر الحياة ولكن يفضلوا الموت الغبائي على الحياة التكاتفية ، وما يذهلني وما يزيد من معاناتي أن العضو الذي يتكون من طرفين او جزئين كالرائتان او العينان او اليدان يصبح العناد والتفرقة بينهم اكثر واكثر، وفي الأونة الأخيرة حالتي الصحية تدهورت أكثر وأكثر لأن المماحكة والعناد قد أنتشر أكثر في جسدي وقد بداء يتغلغل في الأذين والبطين الأيسر لقلبي والفص الأمامي لدماغي ، وهنا المصيبة ستكون أكبر لأن أذا استحوذ العناد والمماحكة بقية أجزاء القلب والدماغ فلن تقوم لهم قائمة وسينهار جسدي وسأتمنى الموت ولن تتحقق أمنيتي وسأصبح كمن يحاول أن يجمع حبات السكر او الملح بعد سقوطها في الماء ، فقد لا تصدق يا دكتور حين أقول لك بأن العناد وصل الى الحد القتل وذلك عبر تنازل كل طرف من أطراف جسدي لأي فيروس او مرض مزمن او حتى السرطان رغم علمهم بأن هذا الفيروس او المرض سيقضي عليهم جميعاً دون رحمة ولكن لايبالوا بموتهم لأنهم يفضلوا الموت على أن يحكم الجسد طرف وأحد فقط علماً بانهم موقنين بأن لا يمكن لأي طرف أن يتحكم بالجسد دون الطرف الأخر ولكن ماباليد حيلة ، فهذه الحالة او المرض المزمن قد تم توارثه من الأجداد إلى الأباء وأصبح هذا المرض أكثر حقد وعناد وتفرقة في أجساد الأبناء والأحفاد ، فقطع الدكتور حديثي وقال : هل قلت ان المرض وراثي؟، فأجبته وقلت : نعم المرض وراثي مائة بالمائة ، فبعد أنتشار طاعون لندن العظيم في أواخر القرن الثامن عشر والذي أصاب أعضاء أجساد أجدادنا وبدأت المماحكات والعناد والتفرقة بين أعضائهم لتستمر معاناتهم من التفرقة الى منتصف القرن التاسع عشر ، لتبداء الأعضاء بالأستفادة من معاناتها لتتحد وتقضي على مرض طاعون لندن العظيم ليطردوه ويتحرروا ويعيشوا حياة رغدة لفترة وجيزة ، ومن ثم يعود مرض العناد الجسدي وتبداء الأطراف بإصابة جسدها وبرضى تام بمرض وباء الكوليرا الروسي الذي لم يعمر طويلاً و أنتهى ولكنه سبب نزيف من الدماء بين الأطراف ، ليتمكن جزء من الجسد السيطرة والأستغناء عن الجزء الأخر معتقداً بقدرته على الحياة وحيداً ، ليفشل في ذلك ويبداء بحقن نفسه بمصل السرطان الوحدوي الذي أنتشر بسرعة فائقة ليسيطر على الجسد كاملاً ويفرض العبودية على أطراف الجسد علماً بان في الفترتان الماضيتان قد فرض على أعضاء أجدادنا وأبائنا مرض طاعون لندن و وباء موسكو ، ولكن في الفترة الثالثة ( مرض السرطان ) لم يفرض علي ، ولكن إحدى أطراف جسدي حقن خلاياه به ليتفشى في جميع خلايا الجسم وتبداء المعاناة لكل أطراف الجسد الذين تحسروا على بعض فيما بعد ليبداء كل طرف بمسح دموع الطرف الأخر ويبداء السرطان بقتل كل عضو من الطرفين دون نزيف دماء بل قتلهم بأسلوب نفساني عن طريق القضاء على خلايا الدماغ ليبقيني حي الجسد ميت العقل ، وأستمر هذا الوضع القاتل وبسلاح الهدوء المستقبلي الى حين أعلنت خلية من خلايا مرض السرطان المسماه بالخلية الحوثية التمرد على مرض السرطان ، وتبداء بالقضاء عليه لتستغل أعضاء جسدي الفرصة وتتحد وبمساعدة الأمصال المسماه بالأمصال التحالفية التي طلبتها وحقنت جسدي بها لتضرب أعضائي ضربة رجل واحد وتقتلع مرض السرطان مع الخلية المتمردة من جذورها لينتهي معه عصر العناد بين أعضائي ولكن ( وللمرة الرابعة ) وليس لفترة طويلة ، بدأت الأمصال التي حقنت جسدي والتي أنا طلبتها لقتل السرطان بأظهار حقيقت عناصر مكوناتها لتبدء بشل اعضاء جسدي وتعيد خلق مكائد التفرقة بين أعضاء جسدي، ليعود الى طبيعته الوراثية ليكون هذا ليس المصل بل المرض الجديد الذي أصاب جسدي ونجح الى هذه اللحظة في زرع ألغام العناد والمماحكة بين أعضاء جسدي، لذلك يا دكتور لا أريد منك أن تعالجني من هذه الأمراض ولكن اريد منك فقط أن تعالجني من المرض الوراثي الذي يعيش في أعضاء جسدي وتنهي التفرقة والعناد والمماحكات التي بينهم ، فبعلاج جسدي من هذا المرض الوراثي أستطيع أن أحمي وألم شمل أعضائي وتصبح أعضاء وأحدة لجسد وأحد ليعجز أي مرض مزمن او فيروس اوحتى جلطة ليس فقط أن تحتل أعضاء جسدي بل حتى أن يتجراء في التفكير بذلك ، لذلك هل تستطيع أن تعالج أعضائي علاج نفساني من هذا المرض الوراثي لأنهي توارثها للأجيال القادمة وتننهي هذه الأفة المدمرة للأجيال الماضية والحاضرة والمستقبلية... أبتسم الدكتور وقال : انت المريض رقم ستة مليون ، كما أعتقد ، وأيضاً أنا أعاني من نفس المرض و الأعراض ، ومايدهشني أن مرض طاعون لندن ووباء موسكو فرضوا علينا ولكن مرض السرطان وأمصال التحالف ، الذي ظهرت حقيقتة في تركيبته المعادلية ليصبح المرض المصلي الذي سعى لأعادة المرض الوراثي في التفرقة بين أعضاء أجسادنا ، نحن طلبناهما ونحن من فرضناها على أجسادنا وأرضنا ، فمصيبتنا نحن من خلقناها ونحن من حقنا بها أجسادنا ونحن من سمح لهم بأن يشتتونا ، وما يشيب الراس ويذهل الذهول الى درجة الجنون الغبائي أن الشخص لا يلذغ من الجحر مرتين ونحن لذغنا للمرة الرابعة وربما سنلذغ ونلذغ ونلذغ لأجيال عدة .... قلت : يادكتور الجنون الغبائي !!! قال الدكتور : لماذا مستغرب ، حتى المجنون أستحالة يغلط نفس الغلطة أربع مرات ....