يقول لي أحد أصدقائي : لماذا لا تكتبون عن القطاع الخاص وما يحدث فيه من فوضى الشائعات والأقاويل، حيث تستخدم هذه الحرب النفسية بدلاً من التنافس الشريف، وحيث غالباً ما تكون الصراعات مبنية على هذه الأفعال التي تدمر نفسية الموظف فلا يركز على الإنتاجية بقدر ما يركز على البقاء صامداً من أجل لقمة عيشه! ومن هنا سأتحدث عن موضوع تشويه سمعة الموظف من اجل إن ينعم المسئول بمنصب حيث يحظى مجتمعنا بالكثير من الناجحين الذين يعيشون حالات التميز وشواهد الإنجاز والتألق، إلاّ أنهم محاطون بأعداء كُثر أنهكوا عقولهم بالتفكير والتخطيط لإحباطهم، بل وتهميش إنجازاتهم وأنسابه لهم ، من خلال تشويه سمعتهم بشتى الطرق والأساليب الممكنة، التي تهدف إلى إعاقتهم عن إكمال مسيرتهم، إلى جانب تدميرهم نفسياً ومهنياً، على اعتبار أن سمعة الإنسان حتى وإن كانت مهنية هي أغلى ما يملك، والمساس بها لغرض تشويهها قد يدمر ويحبط كل ما تم إنجازه. وتشتكي أغلب البيئات الإدارية والقطاعات المهنية من وجود أشخاص يسعون إلى قدح وقذف وتشويه مسيرة انجازات الآخرين، وهم ما يمثل نموذجا حقيقيا لأعداء النجاح، فإن برز موظف في وظيفة قالوا "الواسطة"!، وإن سطع نجم قالوا ب"الصدفة"!، وأن كُرِّم مُجتهداً قالوا ب"الحظ"! فلا هم نجحوا مع الناجحين ولا هم الذين سلموا من الآلام النفسية، وهو ما يُحتم عدم الالتفات إليهم ورد كيدهم في نحورهم، فالعبرة في النهاية لمن يقدم الإبداع والإنتاج والإنجاز، كما أن "واثق الخطوة يمشي ملكاً"، وقالوها قديماً: "لا يُرمى إلاّ الشجرة المُثمرة"!. ويبقى المتميز هو من يملك "جهازا فعّالا" في داخله؛ لقراءة النقد الايجابي و"فلترة" ما يقال عنه، حتى يتخلص من "الفيروسات" المعطلة لإنتاجه، مع ابتكار أساليب تتناسب مع الموقف، حتى يُلجم الحاقدون بطريقة لا يتقنوا الرد عليها. وغالباً الشائعات في العمل بالقطاع الخاص تتخذ منحنى الأول، سيناريو مسؤول يشعر بالتهديد من قبل موظف جديد ذي كفاءة فيسعى لتهميشه ودفع الآخرين لاضطهاده من خلال نشر الشائعات عنه وتشويه سمعته أو بيان أنه غير كفؤ وغير منتج
والسيناريو الثاني مسئول حاقد على الموظف يخاف علي منصبه ويبدأ بتشويه سمعه الموظف عند مالك المنشأ بان الموظف غير ملتزم بالدوام والإنتاج في العمل ضعيف وان لولا هو المسئول لما كان العمل بهذا الكفاءة وفي الحقيقة عكس ذالك ونرى أن الشائعات في القطاع الخاص تتداول بشكل أكبر بسبب التنافس المهني الذي يحوله البعض إلى تنافس غير شريف بالمرة، خاصة إن كان المكان يضم مجموعة موظفين من ثقافات مختلفة ونحمل الشركات الخاصة ومالكي المؤسسات تبعات هذا الأمر كون هو المسئول الأول والأخير. توصيات : هناك حاجة ضرورية لإيجاد تشريعات أكثر تشدداً وسرعة في إجراءات البت فيها وتحكمها لوائح وقوانين مكتب الشؤون الاجتماعية والعمل بشأن الشائعات التي تطلق داخل بيئة العمل لأجل تشويه سمعة الموظف مهنياً والتأثير عليه ويجب على مكتب الشؤون الاجتماعية والعمل حماية الموظفين في القطاع الخاص من التشويه لسمعه ونقول أيضا للمسئول عن إدارة منشأه اتق الله في الموظفين فان الظلم ظلماتً يوم القيامة وَالظَّالِمُونَ مَا لَهُم مِّن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ.