أكبر إنجاز يجب علينا أن نفتخر به، أن المتسولين واللصوص أصبحوا مطلعين ومواكبين للعصر في التكنولوجيا والإبداع، تخيل معي أن في سوق زنجبار انتشر الكثير من النساء المتسولات واللصوص، وتسولهن وسرقتهن هذه المرة بطريقة حديثة ورائعة جداً لا نجدها إلا في فيديوها التيك توك واللايكي. تأتي إليك هذه المتسولة بمظهرها النظيف والمرتب الذي لا تظن أبداً بأنها متسولة، وتقول لك أنها ساكنة في مكان الفلاني، وجاءت إلى السوق لتشتري هذه الأشياء (التي في يدها)، ولم يتبقى معها أجرة الباص الذي يوصلها إلى البيت. من المستحيل أن تفكر إذا رأيتهن من المرة الأولى أنهن يكذبن، بل سوف تتأكد بأنهن كاذبات إذا تابعتهن، وسوف يعملن نفس الطريقة مع كل الأشخاص ويجمعن في اليوم ما بإمكانه أن يوصلهن إلى صنعاء وأبعد. ما أقوله سوف تشاهده غداً إذا نزلت إلى سوق زنجبار، هذا إذا لم يقرأن المتسولات كلامي هذا، وسوف ترأهن يستهدفن أولئك الأشخاص الذين يرون في وجههم الرحمة والشفقة، وكأنهن دارسات علم نفس ويعرفن كيف يخرجن من هذا الشخص المال لا أرادياً. لقد وقع أحد زملائي في الفخ، ولكن من باب الأخوة أن نتناصح وينتبه الشخص لنفسه، ربما اليوم يطلبن المال، وغداً يطلبن شيء آخر. ففي مرة من المرات وقع أحد الأشخاص في الفخ، لقد طلبت أحدى المتسولات في محافظة أخرى تلفون ذلك الشخص، لتتصل بأهلها بحجة أن تلفونها تم سرقته من شنطتها، وصاحبنا بلمحة عين لم يرى إلا النور، والتلفون تم تسجيله ضمن المحزون عليهم. وتخيل أيضاً اليوم احدى النساء تصرخ وتبكي أن هاتفها تم سرقته، وقبلها تم سرقة هاتف امرأة أخرى، وبعد التحري اتضح أن من خالطهن نساء ومن سرقهن نساء، ولكن دور لك السارقة تحت البرقع. وجب علينا التنبيه، ونسأل من الله لهن الهداية، والعفاف.