من الملاحظ أن في وقتنا الراهن يعتبر الاعلام والدعايات الاعلامية من مصادر ووسائل التلقي لابنائنا الطلاب ، بتعدد واختلاف تلك الوسائل المرئية و المسموعة و المقروءة . فالاعلام والدعايات الترويجية في الأسواق تعتبر بحر عميق تتلاطم أمواجه فينجو من ينجو من تلك الأمواج ويغرق من يغرق من شدتها ومخالفتها فنسأل الله تعالى السلامة . لذلك مع بداية العام الدراسي الجديد وحين تفتح المدارس أبوابها لاستقبال ابنائها ، يفرح التلاميذ والطلاب بقدوم هذا العام مبتهجين ومسرورين ، لاسيما عند شراء الادوات المدرسية الجديدة من حقائب ودفاتر وأقلام وغيرها حيث تعتبر الأدوات المدرسية لبعض الطلاب في بداية العام الدراسي الجديد أهم شيء في أيامهم الدراسية بل في مدارسهم بشكل عام ، فيتأملون فيها ويمعنون النظر إليها ويحبونها حبا شديدا لدرجة انهم ينامون على فرشهم وتلك الادوات الجديدة في أحضانهم حتى إذا جاءت الأم بحنانها وعطفها لانتزاع تلك الادوات ما استطاعت ان تنتزعها لتعلقهم بها . فإذا كانت الأدوات المدرسية مصدر اهتمام لدى الطلاب ووسيلة لتلقي السلوكيات والعلوم والمعارف لديهم فلا بد أن تستغل بطرق نافعة ومفيدة كي تفي بالاهداف المرسومة ، لكن للأسف ذهب بعض الناس لاستغلالها لترويج المنتجات التجارية ولوضع السلوكيات الخاطئة والمنحرفة عليها . وان تعجب فعجب لفعلهم ، فنلاحظ في بعض الدفاتر أن بعض المحلات التجارية تدفع مبالغ كبيرة للاعلان عن منتجاتها للاواني المنزلية أو الأدوات البلاستيكية أو الأجهزة الالكترونية وأخرى تنشر الأشياء القبيحة والسيئة بل أصبحت الدفاتر والأدوات الأخرى تنشر فيها صور لمسلسلات أرطغرل وصور اللاعبين وصورة القط لولو كاتي فما علاقة الأطفال والطلاب بمثل هذه الأشياء وماهي المنفعة من ظهورها ، وبعض الوكالات الأخرى تصنع أدوات أخرى كممسحة أو مبراة أو مسطرة على شكل شفتين وأخرى على شكل قنبلة ، واخرى على شكل خنجر أو سكين ، يغرسون في نفوسهم الرذيلة بدلا عن الفضيلة ويغرسون في نفوسهم ايضا العنف بدلا عن الأمان والرحمة . هل هذا الابداع في التصنيع والتشكيل الفني الرائع يريدون من وراءه تجهيل الجيل أو بالاصح أفساده ، لكن هذا يعود إلى وكالاتنا المستوردة التي ليس لها إلا المكسب فحسب وعدم المبالاة بصلاح الطفولة والجيل القادم ، اما يعلمون هؤلاء بان صلاح المجتمع من صلاح الجيل وان عندهم القدرة على طرح المواصافات الجيدة لمنتجاتهم عند وضع العقود المبرمة المتبادلة بينهم وبين الشركات المصنعة فلهم الحق ان يضعوا بدلا من هذه المخالفات بدائل أفضل كوضع أدوات مادة العلوم التي غابت عن أذهان الطلاب كصورة الدورق المخروطي أو انبوبة الاختبار أوالجدول الدوري الحديث أو الأشكال الهندسية أو وضع صور لشخصيات متميزة في شتى العلوم كالخوارزمي وغيرها من تلك الشخصيات التي لا يعرفها كثير من ابنائنا الطلاب . اما بعض الصور والارشادات التي نراها في بعض الادوات تطيب لها النفس وتشرح الصدور كجدول الضرب ، وذكر ارشادات وخطوات المذاكرة وذكر خطوات اختيار تخصصك لدراسة الجامعة التي يستفيد منها الطالب بجدية في العام الدراسي وفي المستقبل القادم . لذلك يجب ان تستغل الدعايات الاعلامية على الأدوات المدرسية بالشكل الصحيح حتى يستنفع بها جميع ابنائنا لكي ينفعوا مجتمعهم وبلادهم .