تستمر مليشيا الحوثي بشن حرب عبثية على اليمن واليمنين بكافة أسلحته الثقيلة والمتوسطة والمدمرة لكيان هذا الشعب المسكين الذي لا يملك من أمره شيئ ; ثمة مفارقات عجيبة لهذه المليشيا التي تريد تدمير شعب بأكمله , وتفتيت معتقداته الربانية ومقدساته الحنيفة , وأخذ حقوقه وممتلكاته . لكن هذه المليشيات جاءت مهرولةً من أعالي الجبال والقمم والكهوف معتنقةً أديان سلالية عنصرية لا تعرف إلا للغة القتل والعنف تريد تركيع اليمنيين على هذه الأديان التي تخالف أوآمر القرآن والسنة النبوية المطهرة , وقوانين الحياة المئلوفة , حينها شُنت هذه الحروب بكل وحشية تجاه هذا الشعب من قتل ونفي وتشريد لإولي الكلمة من أهل العلم والقلم ومن يخالف قوانينها المبتكرة فستخدمت القمع والتنكيل لحرب شعواء . لكن اليمنيين تحملوا هذه الجرائم البشرية بجَلَد وصبر يندى له الجبين . فشمال الشمال تعرض لهذه النكبات المتلاحقة ابتدائًا من حرب 2004 ونتهائًا بحرب 2014 إلى يومنا هذا الذي يعد مأساة لكل مواطن يمني حر , حينها إنتشتر الجهل والفقر والبطالة والغلاء والترهل والفساد بكل أشكاله , وتجنيد الأطفال وحشدهم لجبهات القتال بأبشع صورهُ , وزرع العنصرية والعقائدية بين أوساط تلك المحافظات , هذه المليشيات تريد تفتيت البلاد بحكمها الجبار الذي يعد مخططا لدولة فارسية إيرانية شيعية تسفك الدم وتنتهك العرض وتسلب الأموال وتفرض الزكاة ولأخماس بغير حق , هاهي الحقيقة التي يعلمها ويعرفها كل يمني حر أبي لا يرضى بالذل والخزي والعار . فمواطني شمال الشمال يعيشون بخوف وذل وحروب داخلية شعواء ! فمحلّاتهم تنهب , ودماهم تسفك , وأموالهم تُأخذ زكاة , وأفواههم تكمم , وأسراهم تغيب في السجون والإعتقال , ومعوناتهم تُأخذ مجهود حربي , وأطفالهم تردف لجبهات القتال تحت مسمى الجهاد ونصرة دين الله عز وجل , ههذه المليشيا لا تريد السلام بل تريد الإنتقام من هذا الشعب بكل وسائله الجبارة , وأخذ ونهب ثرواته وتدمير حضارته العريقة , ومحو ثقافاته التي تعود لقرون , حتى المساجد ودور القرآن والمقدسات والمعالم والقلع الأثرية دمرت بالكامل وتغير أسمائها وسُتبدلت بأسماء سلالية مخالفة . إذًا هل هذه المليشيا تريد السلام والحفاظ على هذه المقدسات والمعالم ? أم هدفها الإنتقام والتفكك ? أم تريد الدمار والانتقام ? أم تريد ماذا ? فالشعب لايطيق تحمّل كل هذه التقلّبات والكوارث , بل أصبح همه كيف يبتسم , كيف لا يسمع أزيز الرصاص , ولا الصواريخ والمقذوفات , كيف يعيش , كيف يعمل , كيف يحصل على رغيف الخبز , كيف يحصل على الأمن, كيف يتعلم , كيف يطعم أولاده, وهم يحاربونا بأسم أمريكا وإسرائيل, وهل توجد إسرائيل وإمريكاء في اليمن? أيُعقل هذا ? هل هذا هو الإسلام الذي تتبناه ? أم هو الدين الذي أوصاهم به محمد رسول الله ? فاالسلام والحوارات لايمكن أن يتحقق عبر هذه المليشيا , ولا يمكن بناء حضارة يمنية عريقة وقيام دولة حديثة ! فالحوارت والمشاورات إبتدائًا من جنيف حتى ستكهولم ذهبت أدراج الرياح , وذكر هذه الحوارت أعتنقه النسيان , مستحيل أن يحل السلام في بلد إسمه اليمن وتُبنى دولة لها كيان عريق تحتضنه مليشيا تؤمن بسفك الدماء, وتغير الأفكار والمعتقدات ! مستحيل أن تُبنى دولة وفيها مليشيا لا تؤمن بالحريات والمساواة والعدل ! مستحيل أن تبنى دولة وفيها مليشيا تشتهي شرب الدماء كشربها للقهوة , مستحيل أن تُبنى دولة وفيها مليشيا تستميد دعمها من إيران , مستحيل أن تُبنى دولة وفيها مليشيا تؤمن بنقض العهد والميثاق . فاليمن يمكن لها أن تُبنى وتتقدم وينتشر السلام ويعم الأمن والأمان والإيمان في حالتان !! أولًا إذا تعرضت هذه المليشيا للخلل والسقوط والتخلخل وغربلة من الداخل بين حكام المليشيا في بعضهم البعض , والتنافس على كرسي الحكم ومن يملك زمام الأمور والقيادة والتأثير والقوة , فهنا يحصل تفكك وتشتت بين حكام الدولة الحوثية حينها تضعف دولتهم ثم تسقط !? ثانيًا إذا قام حاكم من حكامهم يقود زمام الأمور ويملك القوة والبطش الشديد إعلان ولائه للحكومة المعترف بها والسير على نهجه وتتبع خطاه والإعتراف بها وتغير أفكار ومعتقدات القوات الموالية لديه , من هنا نستيطع أن نبني دولة خالية من المليشيات . فهذه المليشيا لها معتقدات دينية شيعية ترتبط إرتباط وثيق بإيران وحكّامه لا يمكن أن تتخلى عنها وعن مشروعه السلالي ولو إضطرت لدفع الثمن باهضًا . أما أننا نوهم أنفسنا ببناء دولة قائمة على الحوارات والتودد والأريحية بواسطة والمبعوثيين الأمميين فهذا لا يغني ولا سمن من جوع , وفي ضل هذه الإجرائات الركيكة الواهنة ستحكمنا المليشيات الف عام بالحديد والنار .