أكملتُ من العُمر ثمان وعشرين خطيئة وست سيئات ومائة لَعنة نَضجت وصِرتُ كائنٍ مُلطخ باللون الأصفر نتيجة الكوارث والفجيعة تلو الفجيعة ماذا بوسعي أن أفعلُ لكي أجعلُ من هذا التائه الذي يداعب الكيبورد ويسكبُ دمه على جبين الورق البيضاء شيء يُذكر كي يتداوله الكثير بعد أن يغادر هذا الكوكب أعترفُ أنني سُئمتُ من كل خطيئة وكرهتُ ذكريات وتواريخ كُلِ المحاولات الفاشلة هأنا أعلنُ للعالم أن كُلِ محاولاتي باءت بالفشل وفي كُلِ وهلة أعودُ منكوس الرأس خائباً أجرُ أذيال الهزيمة الساحقة قبلُ أربع خطايا كُنتُ قد سرقتُ النقود من خزانة الوالدة شريتُ سكيناً حاد وخمسة سواطير ضخمة ثم قررتُ أن أضعني فوق جسد من الخَشب أقومُ بفصل رأسي أحول جُمجمتي سقاية للعصافير العاطشة وللطيور الذابلة وحين رأتني اُمي أرتبُ لهذه الحسنة صَفعتني بيديها الطاهرة أنتزعت كل شيء مني قَبرت السكين والسواطير في المَقبرة المُحاذية للقرية هُناك حيثُ دُفن جَدي الثامن وجدتي العاشرة وقبلُ عشرين لعنة كُنتُ قد تسللتُ إلى جسدي خفية أنتزعت نِصف عروقي على أملٍ بأنني سأصنعُ منهم صواعق كهربائية مذهلة وحين أنتهي سأُعذب بهم المُجرمين في كُلِ بُقعة من هذه الكرة الأرضية لكي أنتصر للإنسان والإنسانية دفعة واحدة وعندما أُوشكتُ على الخلاص أتت السيول الجارفة سَحقت رأس مالي وبُتُ مليء بالخيبات خيبة خيبة ثم كنتُ قد عرضتُ ريئتي في المزاد وحين رأيتُ رَجلُ أعمال يمتلكُ كثيرٍ من النقود يعاني من ضمور في الكلى عرضتها مُقابل حُفنة .! هزَ رأسه مُبتسماً أقتادني نحو مَشفى المدينة دَخلتُ غُرفة العمليات وضعوني على السرير صَبوا علي مادة التخدير غَرس الطبيب مشارطه في جَسدي أدخل يديه النقيتين إلى داخلي أنتزع العضو زرعه في جَسد المريض فصحوتُ من غيبوبتي أحملُ النقود وتوجهتُ نحو المدينة هُناك صرفتُها كاملة . وحين أنتهيتُ عُدتُ أحملُ فوق ظَهري علامات الإنقاذ توجهتُ وحيداً نحو الكَهف تفنتُ بصناعة قُنبلة يدوية وعندما أوشكتُ على انقاذ الطبيعة أتت أسراباً من الطائرات هدمو عملي بحجة أنني أنتمي للقاعدة فنجوتُ من الموت بِاُعجوبة كل هذا عندما كنتُ أعاني من لهيب الضياع ووجع الوحدة لا أجدُ من يقفُ جواري مَن ينزع الشوك مِني ويحتويني قبل أن ألتقيكِ وقبل أن أزفُكِ حسنة إلى قلبي وحين أصبحتي في جواري ، ترتلين آيات الحُب الصادقة وأحاديث العِشق القدسية عُدتُ إلى الحياة لملمتيني من الشتات وخُلقتُ من جديد وعالجتيني من كُلِ آنة وحين وجدتني أسكنُ في حدقات عينيكِ بُتُ ألعنُ جميع طيشي السابق وكُلِ محاولة نزقة تلك التي كانت ستبثُ السواد إلى قلبي وتحرق أجزائي و هأنا أنا أصبحتُ عصفوراً اُغني أقفُ فوق أغصانكِ أرتلُ الاُغنيات من مايك فَمي أتصدق بعذوبة صوتي على الطبيعة المليئة بالثقوب وحين أخرِجُ نَبرة أرمم ثُقب أطلي جَسد هذا الكوكب بالضوء ألطفُ الهواء من دخان الحرب ورذيلة الساسة والبارود أسقي الحدائق من ماء ريقكِ فتنضج الزهر وتبتسمُ كُلِ وردةٍ ووردة وثيق القاضي. 28-11-2020