اغتيال "العقل النووي الإيراني" العالم النووي "محسن فخري زادة" وتوجيه أصابع الإتهام الإيراني للموساد الإسرائيلي يعزز من احتمالات الحرب التي قد تندلع بين إيران وحلفاؤها وامريكا وحلفاؤها في المنطقة .. بالإضافة لسحب بعض القطع العسكرية البحرية للقوات الأمريكية من مياه الخليج وإرسال المقاتلة "بي52"إلى بحر عمان ، دليل آخر على قرب موعد توجيه ضربة عسكرية أمريكية محتومة لإيران في أقرب وقت ممكن . الحرب التي أنتظرها ترمب طويلا كي يفي بوعده الذي قطعه لحلفائه في الخليج والأقليم قبل خروجه من البيت الأبيض .. وتأتي هذه التطورات المتصاعدة بعد جولة مكوكية لوزير الخارجية الأمريكية في المنطقة، كان أهم لقاءات تلك الجولة ، اللقاء الذي جمعه بولي العهد السعودي ورئيس الوزراء الإسرائيلي .. وعلى ما يبدو ان المعركة الانتخابية التي شغل بها ترمب الرأي العام الأمريكي ماهي إلا مناورة لكسب الوقت وهو مافتئ يشكك بنتيجة الأنتخابات ، في حين أوكل المهمة لوزير خارجيته للقيام بما يلزم لإتمام وعده . غير ان الملفت من جملة التطورات المتسارعة والذي لا يتوافق مع طبيعة مواقف الدول الحليفة والمناوئة لواشنطن في الأقليم هو التقارب السعودي التركي مؤخرا والذي جاء عقب مكالمة هاتفية بين العاهل السعودي والرئيس التركي ، اعقبه لقاء جمع وزراء خارجية البلدين على هامش مؤتمر وزراء خارجية الدول الإسلامية .. وهو التطور الذي قد يصعب تفسيره نتيجة الجمود الذي ساد علاقة البلدين لسنين خلت ، إلا ان التصريحات الثنائية لوزراء خارجية انقرة والرياض ذهبت إلى ماهو أبعد من تفسير وفهم حالة التقارب تلك وقد شدد كليهما على التأكيد على ان علاقة بلديهما علاقة تحكمها الشراكة . وكيف يمكن تفسير ابعاد توقيت المناورة العسكرية التي تجري في مصر"سيف العرب" والتي لا تتفق مع مؤشرات الارتياح التركية المرحبة بالشراكة مع المملكة .. إلا إذا فسرت على أنها تندرج في إطار خطة "الخداع الاستراتيجي" لحلفاء واشنطن ريثما تكتمل الاستعدادات الجارية لضرب طهران .. ولكن هل يمكن ان ينجر الإيرانيون للحرب ..؟ وفي هذا التوقيت الذي تنفسوا فيه الصعداء وهم ينتظرون وصول بايدن وفريقه الديمقراطي للبيت الأبيض في سبيل الوصول لصيغة تفاهمات جديدة ، ليس أقلها مكسبا عودة تفعيل الأتفاق النووي مع واشنطن والذي كان قد انسحب منه ترمب قبل عامين من اليوم . والسؤال هل يمتص الإيرانيون غضبهم ويلتزمون ضبط النفس حيال اغتيال رأس برنامجهم النووي محسن فخري زاده ..؟! ولعل المرجح العكس تماما وهو ماتريده واشنطن وتل أبيب وذلك في ان تقوم إيران بالرد على مقتل عالمها النووي زادة باستهداف اهدافا إسرائيلية ، الأمر الذي سيجعل من الضربة الأمريكية أمرا واقعا تحت مبرر حماية إسرائيل لكسب تأييد أجنحة الدولة الأمريكية العميقة لترمب ونتنياهو في توجيه الضربة العسكرية لطهران ، بل وفي حرب شاملة للقضاء على المقدرات العسكرية الإيرانية وإزالة تهديدها الذي ترى فيه تل أبيب خطرا وجوديا . وفي تقديري انه وحتى وان فوتت طهران الفرصة على ترمب واكتفت بالتصريحات المتوعدة بالرد فإن ترمب وحلفاؤه لن ينتظروا وقد يقدموا على ضرب المفاعل النووي الإيراني ومواقع المنشات النووية ومنصات الصواريخ البالستية الإيرانية ومن الواضح انه لم يعد هناك وقت كافي للمراوحة والأنظار ولكن هل يكفي الوقت المتبقي لترمب لمواجهة مفتوحة مع إيران !