يوم الذكرى 53 لاستقلال جنوباليمن وتحريرها وتطهيرها من الإمبراطورية البريطانية وهو يوم جلاء آخر جندي بريطاني من أراضي جنوباليمن في عام 1967م، هذا اليوم الذي سطر فيه أبناء اليمنالجنوبي أكبر الانتصارات الشجاعة، فدو بأرواحهم وطنهم الذي يحضنهم وينتمون إليه لم يروا أمامهم إلا التحرير والحرية ليستعيدوها ويستعيدوا وطنهم الحر من الغازي والمحتل الغاشم "الإمبراطورية البريطانية". بدأت بريطانيا نفوذها في اليمن باحتلال جزيرة بريم في مدخل البحر الأحمر سنة 1799م، ونظرا لأهمية عدن كمفتاح البحر الأحمر قامت بريطانيا عام 1839م باحتلالها بعد مقاومة عنيفة من السكان، لم يكن الاستيلاء على عدن هو كل ما تريده بريطانيا في المنطقة، وإنما كان هذا الاستيلاء بمثابة نقطة للتوسع وبداية الانطلاق لتأكيد النفوذ البريطاني في جنوباليمنوالبحر الأحمر وعلى الساحل الشرقي الإفريقي وكذلك لإبعاد أي ظل لقوى أخرى حيث كانت عدن محط أنظار كثير من الدول الطامعة في إرساء قواعد لها على البحر الأحمر والخليج العربي ومن ثَمَّ السيطرة على المحيط الهندي والساحل الشرقي الأفريقي. أما عن الشعب اليمني فقد حاول مرارا وتكرارا القيام بالانتفاضات المسلحة في العديد من أرياف الجنوباليمني والتي تعامل معها الإنجليز بكل وحشية، ومع بداية خمسينيات القرن العشرين بدأ تأسيس التنظيمات السياسية والنوادي وقام اليمنيون بعمل الإضرابات العامة وأخذ الكفاح أشكالاً متعددة لتحرير البلاد من المستعمر الإنجليزي الذي حاول التصدي لكل ذلك إلا أنه لم يستطع أمام شعب مؤمن بحرية بلاده ومن ثم أرغم المستعمر أخيرا في 30 نوفمبر 1967م على الانسحاب. بدأ انسحاب القوات البريطانية من عدن في 26 نوفمبر 1967م وفي 30 نوفمبر 1967م تم جلاء آخر جندي بريطاني عن مدينة عدن، وإعلان الاستقلال الوطني وقيام جمهورية اليمنالجنوبية الشعبية، بعد احتلال بريطاني دام 129 عاماً، وأصبحت الجبهة القومية لتحرير جنوباليمن المحتل إبان حرب التحرير تتولى مسؤولية الحكم، وتولى أمين عام الجبهة قحطان محمد الشعبي رئاسة الجمهورية وشكلت أول حكومة برئاسته. تحمل 30 نوفمبر طابعا فريدا للجنوبييناليمنيين باعتبارها ذكرى التحرر من الاستعمار، ويحتفل بها كمناسبة تحمل أحداثا مهمة وتحولات تاريخية.