اليوم تهل علينا الذكرى ال53لعيد الأستقلال المجيد وهو اليوم الذي تم فيه جلاء آخر جندي بريطاني من أرض الوطن. تضحيات جسام قدمها أبناء الوطن وبطولات أجترحها الشهداء على درب الكفاح المسلح للإنعتاق من نير الإستعمار البغيض. وكم كان فرحة جماهير الشعب عظيمة بذلك المنجز والذي دفع ثمن إنجازه كوكبة من خيرة رجال الوطن ممهور بالدم في سبيل الحرية والكرامة والسيادة الوطنية. وكان حلم جميل عاشته الجماهير وسعادة غامرة لاتضاهيها سعادة وفرحة .. ولكن وآه ألف آه لقد وأد الحلم وأنطفأت جذوته في مهدها فهل ضاعت دماء لبوزه وعباس ومدرم وعبود وعبدالقوي وغيرهم من شهداؤنا هدرا? حلم جميل حلمناه وصحونا على واقع أليم بكل أسف واقع مؤلم نعيشه منذ أكثر من نصف قرن من الزمن بسبب الطيش والحماقة السياسية والصراع في حلقة مفرغة كانت نتيجتها مآسي وويلات لاتعد ولاتحصى تجارب سياسية أثبتت فشلها الذريع ولم تعرف البلاد الإستقرار الا فترة وجيزة جدا". وفي آخر المطاف ونتيجة الحقد وكراهية الرفاق لبعضهم وحقدهم الأعمى سلمت البلاد بكل خيراتها وثرواتها على طبق من ذهب لأأسوأ نظام همجي في التاريخ الحديث نظام صنعاء القبلي المبني على الولاءات القبلية والفساد وغياب مؤسسات الدولة الفعلية عن الواقع المعاش. وضاع حلم نوفمبر وأمانيه وضاع شعب وهوية بأكملها في غمضة عين وعلى غفلة من الزمن وأصبح الجنوب وشعبه يدفع الثمن غاليا منذ أكثر من 30عاما"ولازال ..حتى إننا وبالذات من عايش فترة الإستعمار يتندم عليها ويقول سلام الله على بريطانيا..بكل مرارة وأسف. نوفمبر العظيم حلم ومشروع عظيم وجميل..وأدووك العاقين من أبناءك وأصبحت واقع أليم نعيشه الى يومنا هذا.. ولكن لازال يراودنا الأمل في غد أفضل يعيد لنوفمبر رونقه ومكانته وبهاءه بين جموع الجماهير. المجد والخلود لشهداؤنا الأبطال الميامين. وللشعب الإبي وكل الشرفاء والأحرار من أبناء هذا الوطن..!