التفاؤل الذي حمله مبعوث الاممالمتحدة الى اليمن مارتن جريفيث بشأن العام 2020 بوصفه عاما للسلام، لم يكن سوى مجرد امان في ظل تصاعد قياسي للأعمال القتالية التي استجابت هذه المرة على نحو صريح للتطورات الامنية في المنطقة. فقد مثل مقتلُ قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني، قاسم سليماني، مطلع العام مدخلا للحوثيين لإنهاء مبادرتهم الخاصة بتعليق الهجمات الصاروخية والمسيرة عبر الحدود السعودية بعد اشهر من التوقف. لم يمض وقتُ طويل حتى تبين أن 2020 هو عامُ الحرب اليمنية بامتياز، وبداية طريق يبدو طويلا ومكلفا في نفس الوقت لتغيير موازين القوى على الارض التي تيسرت للمقاتلين الحوثيين بصورة افضل هذا العام. استثمرت الجماعة المتحالفة مع ايران، غرق دول التحالف التي تقوده السعودية بالمعركة ضد جائحة كورونا، تزامنا مع تصدعات، وحرب داخل الحرب الاوسع بين حلفاء الرياض الاعداء في المحافظات الجنوبية، حيث اعلن المجلس الانتقالي هناك الادارة الذاتية بمعزل عن الحكومة المعترف بها، مشعلا نزعة انفصالية عارمة. في غضون منتصف العام كان الحوثيون يطرقون ابواب مارب المقر الشمالي الرئيس لتحالف الحكومة، بعدما ازاحوا خطر قوات هذا التحالف من تخوم العاصمة صنعاء للمرة الاولى منذ سنوات وصولا الى سيطرتهم على مدينة الحزم الاستراتيجية عاصمة محافظة الجوف الحدودية. كل ذلك في ظل هدنة سعودية هشة، استجابة للدعوة الاممية من اجل وقف اطلاق نار عالمي في ظل الجائحة، التي تعامل معها الحوثيون بمفهوم مناعة القطيع والاستسلام لها، إذ لا يوجد ما يقدمه القطاع الصحي المنهار في الاساس. ومع ذلك في خضم هذه الجولة الاعنف من الحرب اليمنية، جاءت بعض الاخبار الجيدة، كمقتل زعيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب قاسم الريمي بغارة امريكية، وانجاز اول صفقة تبادل للمحتجزين واسعة النطاق، وطرح احدث خطة اممية للسلام، بينما يرتقب هذا الاسبوع الاعلان عن حكومة جديدة طال انتظارها في عدن تحت ضغط، وخطر مجاعة وشيكة، استباقا لمتغيرات نقل السلطة في الولاياتالمتحدة.